لندن: حبيب عبدالله

على خلفية استقالة الهيئة الإدارية للأندية الطلابية، أبدى أغلب رؤساء الأندية قلقهم من قيام الملحقية بالإشراف المباشر على الأندية، وإلغاء الهيئة المنتخبة، والمركزية في تنفيذ الأنشطة والبرامج، وتعطيل بعضها، وهذا ما حدث بعد استقالة الهيئة، مؤكدين أن إلغاء الانتخابات الطلابية سيؤدي إلى تهميش الدور التطوعي المهم للأندية التي تعمل وفق لائحة منظمة أقرتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن.
جاء ذلك بعد لقاء عقده مؤخراً الملحق الثقافي في بريطانيا الدكتور فيصل أبا الخيل مع أعضاء إدارات الأندية في بريطانيا، وأشار آخرون إلى أن عمل الهيئة الإدارية المشرفة على الأندية، وتصميم البرامج الانتخابية، والتنافس بين القوائم المرشحة كل عام يزيد من فرص كسب الخبرات الإدارية، والقيادية لدى الطلبة المتطوعين الذين تم انتخابهم، لأن التميز الحقيقي لا يأتي إلا من خلال الرغبة الجادة والصادقة في إقامة الأنشطة، وذلك لن يتأتى إلا بتسيير الأندية من قبل الطلاب أنفسهم.
ويعتقد البعض أن عمل الأندية يجب أن لا يندرج تحت مظلة الملحقية التي لا تستطيع التفرغ للعمل الطلابي التطوعي الكبير، في حين أنها قد تهمل عملها الحقيقي وهو إيصال الرسالة الثقافية في البلد الذي تعمل فيه.
لذا يرى معظم رؤساء الأندية ومن واقع تجاربهم، أن التواصل مع هيئة إدراية منتخبة ومستقلة أكثر مرونة، حيث يوفر لهم ذلك حرية في اختيار وتنفيذ الأنشطة التي تهم المبتعثين دون الرجوع للملحقية التي بدأت بعد استقالة الهيئة الإدارية في رفض عدد من البرامج دون شرح الأسباب، ووضعت شروطا معقدة جديدة ليس لها أي صلة بضوابط اللائحة المنظمة لعمل الأندية منذ سنوات عديدة.
وأضاف المعترضون أن الهيئة الإدارية تنتخب سنويا ستة أعضاء أساسيين من طلبة الدراسات العليا، وتسعة أعضاء غير أساسيين، يقومون بمتابعة وتطوير عمل جميع الأندية في المدن البريطانية، في الوقت الذي يصعب على الملحقية تحقيق ذلك بسبب مركزيتها في لندن، بالإضافة إلى مهامها الأخرى اليومية الكثيرة.
وأكد الطلاب أن انتقال الإشراف على الأندية إلى الملحقية سيخلق مزيدا من العوائق والتعقيدات، ولن يلبي حاجة الطالب الذي يهرب أصلا من بيروقراطية العمل الحكومي، لأن عمل الأندية يحتاج إلى سرعة في القرار، وحوار دائم ومباشر مع الطلاب في كل مدينة وجامعة.
وفي الوقت الذي نبه فيه معظم الطلاب إلى مشكلة رئيسية تتمثل في صعوبة تواصل الأندية مباشرة مع الملحقية بسبب انشغالها بمتابعة وضع الطلاب الأكاديمي والمالي وغير ذلك، أيد اثنان فقط من المشاركين التواصل المباشر مع الملحقية بسبب عاملي السرعة والتفرغ، ولكنهم اشترطوا إيجاد كادر وظيفي متخصص جديد لمتابعة عمل الأندية.
ومن أبرز المشاكل التي ناقشها اللقاء، مشكلة تجاوز اللائحة التنظيمية للأندية، وطالب المشاركون بتعديل اللائحة والاستمرار في تطبيقها من أجل تحقيق أهداف الأندية الطلابية، وضمان منهجية مالية وإدارية منضبطة.
كما ناقش الطلاب وبحضور الملحق، طريقة توزيع ميزانيات الأندية، وضرورة ضبطها بعدد المسجلين في كل ناد، مع ضرورة قيام الملحقية بتزويد النادي في كل مدينة بوسائل التواصل مع الطلاب، وطالبوا أيضا بإلغاء رسم الاشتراك عن المبتعثين ومرافقيهم في الأندية.
وتطرق اللقاء إلى مشاكل المراكز التعليمية السعودية في المدن البريطانية، وأهمها طريقة تعيين مديريها، وتأخر وصول المناهج الدراسية، وآلية حفظ الوثائق والمستندات، وكذلك مشكلة توقيع العقود.
وناقش المجتمعون أيضا أسباب غياب الطالبات السعوديات عن المشاركة في إدارات الأندية، وصعوبة المتابعة معهن بسبب غياب وسائل الاتصال، وكذلك عدم اهتمامهن بالمشاركة، أو الترشح لإدارات الأندية على رغم وجود مقعد ثابت لهن في كل إدارة بمنصب نائبة رئيس النادي لشؤون الطالبات.