خفَت وهج الجدال البيزنطي، الذي يقول بموت الصحافة الورقية، لفترة من الزمن، بعد أن انشغل كثير من المتناحرين بوسائل التواصل الاجتماعي، التي زاحمت الصحف الإلكترونية على المساحة، حتى قبل نضوجها، وحولتها لدولاب الإعلام القديم؛ إلى أن جاء جمال خاشقجي، المدير العام لقناة العرب، ليقول: إن الصحافة الورقية لن تزول قبل 30 عاما.. مشيرا إلى أن 90% من قضايا المملكة مصدرها الصحف الورقية، ثم يعاد تدويرها من خلال الإنترنت!
عندما تحدثت مع خاشقجي، الذي حل ضيفا أولا علىملتقى هاشتاق السعودية، قبل وبعد اللقاء، وقارنته بما نثره أثناء اللقاء، وجدت أن قضية الملكية والحقوق الفكرية، هي ما يشغله بالتوازي مع هذا التسارع والتصارع، وأن غياب التشريعات وحفظ الحقوق، هو الذي عصف بالصناعة كثيرا، وساعد الكثيرين، بمختلف الانتماءات الإعلامية ورقي/ إلكتروني/ مرئي، على القفز على حقوق الآخرين، وتجيير الجهود لهم، دون الاكتراث بغيرهم، طالما أن القانون لم يتعرف على هذا النوع من الجرائم بعد!
النقطة الأخرى، التي يتمناها، المدير المثير للجدل دوما، أو يراها حلما ـ كما قال لي ـ أن يكون هناك صحفيون مستقلون، يكون تويتر منصتهم الوحيدة، ولا يعملون لأي جهة أخرى، وإنما يتم الاعتراف بهم رسميا، ويمنحون التسهيلات اللازمة، ويجدون ترحيبا لدى المسؤول، كأي صحيفة، ويعتمدون بشكل كبير على السرعة في النشر.. لكن ما يقلقه في ذلك، مدى تقبل الناس لـالصحفي التويتري، فيما لو فكر بمنح مساحة للإعلان في حسابه، ليكون مصدرا لتمويل نشاطه، ويمنحه الكفاية كمصدر دخل لحياته!
وأخيرا.. وللذين ضجوا غضبا، خاصة من الأكاديميين، من مقولة خاشقجي: لو كنت عميدا لكلية الإعلام لجمعت الأساتذة وقلت لهم: كتبكم قديمة، وأفكاركم قديمة، ألقوها بعيدا وابدؤوا بالتجريب، أرسل لهم هذا السؤال، عله يغير شيئا من الضجر: هل عرفتم عن أعداد الـريتويت المليونية لتغريدة Ellen DeGeneres الشهيرة عن الأوسكار..؟!. والسلام