جدة: ياسر باعامر

'يوتيوب' تجاوز بمراحل عديدة فكرة 'البرامج التلفزيونية' الكلاسيكية

تجدهم متواجدين بكل مكان، وفي أي فعاليات أو مناسبات رياضية أو اجتماعية، أو ثقافية، أو فنية، أو تطوعية، لا تحدهم أي مساحة متخصصة في تغطياتهم الإعلامية، هم مجموعة شباب سعوديين استطاعوا خلال مدة قصيرة جداً أن يحجزوا لهم مكاناً يذكر في عالم «تلفزيون الإنترنت»، إنهم شباب قناة «ايميج» على اليوتيوب».
في استعراض بانورامي سريع للقناة اليوتيوبية، والموضوعات يشعرك منذ الوهلة الأولى أن المجموعة لديها رؤية واضحة تتبلور كما يقول مديرها الشاب سعد البقمي :إن خطة تقاريرهم الإعلامية شاملة جميع الاتجاهات والزوايا المجتمعية، لذلك يستخدم كثيراً بين ثنايا حديثه إلى الوطن جملة دائماً ما يرددها: لا أود الدخول في فلسفة معايير ما نقوم بتغطيته، لكن باختصار أي أمر أو موضوع يهم المجتمع سنقدمه لهم على الفور، فجمهورنا هو خارطتنا البرامجية.
لا يتجاوز فريق «قناة إيميج» على «يوتيوب» ثلاثة أشخاص، يمثلون في لغة الإدارة التلفزيونية كل شيء مدير البرامج، والإنتاج، والإعداد، والمونتاج، ومدير القناة، حتى آخر هذه التوصيفات الفنية الدقيقة، لكن ما يختلفون فيه عن إدارات القنوات الفضائية أنهم يتحركون دون تعقيدات أو كلفة، فهم لا تسيطر عليهم الأجندات الإعلامية، إلا أنهم كما يقول أحد أعضاء الفريق في رسالة «واتس آب» بعثها لأحد أصدقائه إنهم «يعشقون مصالح مجتمعهم، ويساعدون القيم الإيجابية في أي محور كانت».
باتصال هاتفي، أو رسالة بريد إلكتروني، أو تغريدة في حساب القناة على تويتر، أو التواصل عبر الصفحة الرسمية في الفيسبوك، تستطيع عبر كل أدوات التواصل السابقة، دعوتهم «بلا تعقيد أو فلسفة»، إلا أن أهم المعايير في دعوتهم أن ما سيغطونه يخدم المجتمع ولا شيء سوى ذلك.
وأشاد المتخصص في الإعلام الجديد عبدالرحمن الأزهري بتجربة قناة «إيميج»، وينطلق من فكرتها لإعطاء أبعاد تقنية مهمة، بتركيزه على أن مثل هذه القنوات تجاوزت بمراحل عديدة فكرة ما تقدمه الفضائيات عبر برامجها التلفزيونية، بمراحل عديدة. وقال الأزهري لـ»الوطن»: «ما يقدمه الشباب من إبداع على يوتيوب، تجاوز هو الآخر العموميات إلى التخصص، فمن فكرة برامج التوك شو، إلى البرامج ومسلسلات يوتيوب الكوميدية، إلى فكرة تقديم تقارير إعلامية تشابه ما يقدم على شاشات القنوات الفضائية، كل ذلك التطور في الإعلام الجديد المرئي، يعطي مؤشرا قويا على تنافسية استقطاب ذلك الجمهور وسحبه إلى تطبيقات قنوات يوتيوب المختلفة، ذات الإمكانات البسيطة، والتأثير الفعال بقوالب مبتكرة وجذابة حيث تجاوزت المتابعة حاجز 180 مليون مقطع فيديو في المنطقة العربية».
وأضاف: «درجة الاحترافية في قنوات يوتيوب، لم تكن على حالها قبل عامين، عندما كانت عبارة عن مجموعات شبابية تهدف فقط إلى الترفيه أو إلى نقد ظاهرة اجتماعية سلبية، بل أضحت اليوم عملاً متقدماً، بحيث أصبحت مشروعاً استثمارياً يقوم على الشراكات الحقيقية، وهذا ما يميز قنوات يوتيوب السعودية».
وحينما يقوم المشاهد بمتابعة عدد من تقارير إيميج القائمة على التنوع، فسيشاهد تغطيتها لحملة «البنفسج» الخاصة بمصابي مرض الزهايمر، لينتقل المشهد 360 درجة لتشاهد مساهمتها في تخفيف حدة «التعصب الرياضي» والعنصرية في ملاعبنا الخضراء، عبر تغطيتها لأحداث التراشق بين جمهوري الأهلي والاتحاد في نصف نهائي كأس الناشئين - قبل أيام قليلة- ومحاولتها علاج ذلك عبر الالتقاء بكبار مسؤولي الغريمين التقليديين في المنطقة الغربية، للتأكيد على «الروح الرياضية».