وفقا لخبر منشور في هذه الصحيفة يوم أمس الخميس، فإن إدارة مدرسة ثانوية الفيصل بمحافظة خميس مشيط قدمت في تجربة جديدة، برنامجاً إذاعياً باللغة البنجلاديشية، في الطابور الصباحي، وذلك ضمن مشروع لتكريم نحو 20 عامل نظافة بالمحافظة.
وبحسب مدير المدرسة محمد عبدالرحمن آل دغيم فإن التجربة التي أقدمت عليها المدرسة تأتي في إطار مسؤولية المنشأة التعليمية التربوية والاجتماعية، حيث أدركت إدارة المدرسة أهمية تصحيح النظرة الدونية التي يحملها البعض لعمال النظافة، الذين يقومون بخدمتهم والعمل على نظافة بيئتهم، وتعزيز العلاقة الإنسانية بين الطلاب والعمالة، وتعديل بعض السلوكيات السلبية التي يمارسها بعض الشباب عند التعامل معهم أثناء تأديتهم لعملهم في الشوارع وأمام المنازل، لذلك قررت المدرسة تكريم نماذج من هذه الفئة أمام الطلاب في الطابور الصباحي، بالتنسيق مع بلدية المحافظة.
مدير المدرسة لم يكتف بهذه الخطوة الرائعة والجميلة، بل يقول إن إدارة المدرسة ممثلة في الفريق المشرف على برنامج التكريم، اقترحت تسمية عمال النظافة بـأصدقاء البيئة لتصحيح الصورة أمام الطلاب، والتأكيد على الخدمات الجليلة التي يقدمونها للحفاظ على بيئة المجتمع وصحته، وسوف ترفع تصورا كاملا بهذا المقترح للجهات الحكومية المعنية، لاعتماد التسمية الجديدة من خلال الشعارات العامة، والعبارات المكتوبة، والزي الرسمي، بغرض الوصول إلى درجة عالية من الاحترام والإنسانية في التعامل مع هذه الفئة.
والشيء الجميل أيضا في هذه اللفتة غير الصفية من قبل هذه المدرسة النموذجية والمثالية أن البرنامج بدأ باستقبال نحو 20 عاملاً والمشرفين عليهم في صالة الاستقبال بالمدرسة، وقدم للسلام عليهم أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة وطلابها، ثم انتقل الجميع إلى الطابور الصباحي، وبدأت برامج الإذاعة الصباحية المخصصة للمناسبة، حيث عبر الطلاب بأحاديث وكلمات، عن ضرورة احترام تلك الفئة من العمال، وتقدير جهدهم وعملهم.
ما أقدمت عليه إدارة ثانوية الفيصل بخميس مشيط هو فعل كبير ونموذجي ويصب في خانة ما كنا وما زلنا نطالب به من أن المدرسة غير التقليدية والمدير غير التقليدي والمعلم غير التقليدي والطلاب غير التقليديين هم من سيصنعون لنا فارقا في شتى شؤون حياتنا وفي سلوكياتنا وطريقة تعاملنا مع بعضنا البعض ومع غيرنا.
ما أقدمت عليه مدرسة ثانوية الفيصل لن نجده في الكتب ولا في المناهج لكن ثماره عظيمة وفوائده جليله وتداعياته مؤثرة.
بقي أن أقترح على وزارة التربية والتعليم أن تكرم هذه المدرسة وأن تطلب من كافة مدارسنا منافستها بأفكار أخرى خلاقة تصنع لنا جيلا من الشباب القادر على خدمة دينه ووطنه ومجتمعه وأمته بعيدا عن الحفظ غير النافع والحفظ غير الفاعل والحفظ غير المؤثر.