القدس المحتلة: عبدالرؤوف أرناؤوط

قاطع نحو 280 ألف فلسطيني في القدس الشرقية انتخابات بلدية القدس الغربية أمس، وهو ما رحبت به السلطة الفلسطينية، معتبرة إياه استفتاء جديدا على عروبة القدس، حيث خلت مراكز التصويت في الشطر الشرقي في المدينة من المصوتين فيما لم يترشح لهذه الانتخابات أي فلسطيني. وأكدت أن “القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفقاً للقانون الدولي، وهي عاصمة دولة فلسطين، وأن كافة الإجراءات والحملات الاستيطانية التي تتعرض لها باطلة وغير شرعية”.
وطالبت الدول كافة، وبشكل خاص الرباعية الدولية بـ”اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على القدس ومواطنيها وحمايتهم، والعمل الجاد على وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد القدس، بما يوفر مناخات أكثر إيجابية للمفاوضات والسلام بين الجانبين”.
من جهته، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لدى إدلائه بصوته في هذه الانتخابات في القدس الغربية أن “القدس ستظل العاصمة الموحدة لإسرائيل، طالما بقيت في منصبي”.
وعلى هذا الصعيد فقد تكشفت المزيد من المعلومات عن مخطط إسرائيليين تقسيم المسجد الأقصى، إذ كشف نشطاء من حزب (الليكود) الإسرائيلي الحاكم، يتزعمهم نائب رئيس الكنيست موشيه فيجلين، استكمالهم مقترحا مفصلا لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود، مشيرين إلى أنهم سيعملون على إقراره في الكنيست الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية قريباً بالتعاون والتنسيق مع لجنة الداخلية البرلمانية الإسرائيلية.
وتقوم على المقترح منظمة (منهيجوت يهوديت)، أي قيادة يهودية، وهي جناح في حزب (الليكود)، مشيرة إلى أنها ستقدمه إلى لجنة الداخلية البرلمانية الإسرائيلية في الجلسة التي كان من المخطط أن تعقد اليوم الأربعاء ، تحت مسمى “مقترح إدارة جبل الهيكل”.
وقال ميخائيل فوئه، مدير وحدة البحث في المنظمة الإسرائيلية، إنه تم إعداد المقترح لتقديمه لوزير الأديان الإسرائيلي، وإنه ينطلق من الأساس من القاعدة بأن “جبل الهيكل “ مقدس فقط لليهود، وأنه تجب إعادة السيادة كاملة لدولة إسرائيل على “جبل الهيكل”. وأضاف: “يتوجب تعيين مفوض يقوم بتنفيذ بنود المقترح لترتيب الصلوات اليهودية في “جبل الهيكل”، بحيث تكون صلوات اليهود الفردية مسموحة بكل أنحاء المسجد الأقصى، أما الصلوات الجماعية فتخصص لها مساحات في الجهة الشرقية بالقرب من باب الرحمة، على مدار ساعات اليوم، على أن يكون من صلاحيات المفوض الخاص بزيادة المساحة التي يمكن بها تأدية الصلوات الجماعية اليهودية، خاصة في وقت الأعياد والمناسبات اليهودية، كما يمكن حصر دخول اليهود فقط إلى “جبل الهيكل” خلال الأعياد والمناسبات اليهودية على حد تعبيره. بالمقابل فقد أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته 144 دونما، ما فوق الأرض وتحتها، هو حق خالص للمسلمين، وأنه لا حق لغيرهم فيه ولو بذرة تراب واحدة.
إلى ذلك، اشتبكت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس مع محمد رباح شكري عاصي (24 عامًا) من بلدة بيت لقيا قضاء رام الله، خلال تحصنه في إحدى المغارات بالقرب من قرية كفر نعمة القريبة من رام الله، حيث رفض تسليم نفسه مُؤثِرًا المواجهة والاشتباك.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، إن عاصي هو أحد نشطائها وكذلك فعل الجناح العسكري لحركة (حماس) المعروف باسم كتائب عز الدين القسام.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتهم عاصي، المطلوب للقوات الإسرائيلية منذ فترة طويلة، بتدبير تفجير عبوة ناسفة في حافلة في تل أبيب العام الماضي، مما أسفر عن جرح العشرات من الإسرائيليين. من جهة ثانية، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد عبدالحفيظ محمد تيم (76 عاما) من بلدة الفندق شرق المدينة، متأثرا بجروح أصيب بها جراء دهسه من قبل سيارة مستوطن ثاني أيام عيد الأضحى المبارك. ووسط استمرار حالة التوتر في الضفة الغربية، عدّ وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، أن “لا مؤشرات على انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية”. وقال: “كانت هناك سلسلة من 6 عمليات في الشهر الماضي، بعضها بدوافع قومية واضحة، ولربما كانت الأجواء، التحريض من قبل السلطة الفلسطينية والتحريض الديني الأخير أو أي سبب آخر، قد تسبب بهذه الموجة”. وأضاف: “نحن بطبيعة الحال نتحضر لأي نوع من التصعيد أما الحديث عن انتفاضة شعبية، فنحن لا نرى أي مؤشرات أو تنظيما لمثل هذا الأمر”.