فكرتي هذه-يا معالي الوزير- ذات طموح وطني عريض، أحلم أن يتحقق، حيث تبلورت لدي بعد زيارات إلكترونية متكررة لاتحادات الكتّاب العربية، التي وجدتُ معظمها، تقليدياً جداً وغير حيوي ولا متجددة، وهذا ما خلق لدي تصوراً عن موقعنا السعودي/ الحلم

سيدي الوزير: تحية وبعد.
اسمح لي أن أتقدم لك بهذه الفكرة، التي بقيت تعتمل في ذهني فترة طويلة، ولا أخفيك أن اهتمامي بهذه الفكرة بلغ ذروته في فترة ما، فحاولت تنفيذها على أرض الواقع-بجهد ذاتي- لكنها كانت تحتاج إلى ثلاث ركائز مهمة، لضمان استمرارها ونموها وتطورها، وهي: الجهد، والمال، والغطاء القانوني.
هذه الفكرة أول ما انبثقت لدي كان بعد قيامي بتصفح المواقع الإلكترونية لاتحادات الكتّاب في الدول العربية، كاتحاد الكتّاب العرب، واتحاد الكتاب اللبنانيين، ورابطة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين، واتحادات الكتّاب في مصر، وتونس، والمغرب، وسوريا، والجزائر... المؤسف في الأمر، أنه تعذّر على محركات البحث أن ترشدني إلى موقع لاتحاد الكتّاب السعوديين، وكنت في نفسي آمل أن أجد موقعاً افتراضياً يحفظ لنا ماء الوجه على الأقل، وخاصة أن بعض الكتاب السعوديين وصلوا إلى العالمية، وأصبحوا يشكّلون رقماً عالمياً مهماً، كما أن عدد الكتاب المنتشرين في الصحف وعلى أغلفة الكتب، أصبح كبيراً، ومن المهم بناء جسر يربط بينهم ويسهم في معرفتهم لاهتمامات واتجاهات بعضهم البعض.
وخلال مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث في الرياض، تقدم لمعاليكم عدد من الزملاء بمقترحات مهمة، ومنها إنشاء اتحاد للأدباء والكتّاب السعوديين، وحتى هذه اللحظة لا نعلم شيئاً عن هذا المقترح. وخلال اللقاء المفتوح مع معاليكم على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب، أشرتم إلى أن مؤتمر المثقفين السعوديين الثاني على الأبواب، وما زلنا رهن الانتظار.
وبما أننا اليوم نعيش عصر المعلوماتية، فإن الأمر ملحٌّ لإنشاء موقع إلكتروني لاتحاد الكتاب السعوديين، يليق بمكانة كتّاب المملكة العربية السعودية، حتى وإنْ كان بمثابة البيت المستأجَر الذي يؤويهم إلى أن يتسنى لأصحابه امتلاك بيت!
بمعنى أن يكون هذا الموقع رابطة افتراضية/إلكترونية، في بداية الأمر، إلى أنْ يتحقق حلم الكتاب السعوديين برابطة رسمية تحت مسمى (اتحاد الكتاب السعوديين) تتضح وتتحقق على أرض الواقع مستقبلاً.
ولتأسيس هذا الموقع، في البداية هناك حاجة لإنشاء قاعدة بيانات، تضم سيراً ذاتية مختصرة للكتّاب السعوديين، الأحياء منهم والأموات، تحفظ لهم تاريخهم من جهة، وتبرز المكانة الثقافية للمملكة أمام العالم من جهة أخرى، فالمثقفون السعوديون-على اختلاف اهتماماتهم- هم من يحرك الثقافة ويبث فيها روحها القادرة على الصمود أمام المتغيرات.
فكرتي هذه-يا معالي الوزير- ذات طموح وطني عريض، أحلم أن يتحقق إلى أقصى مدى، حيث تبلورت لدي بعد زيارات إلكترونية متكررة لاتحادات الكتّاب العربية، التي وجدتُ معظمها، إنْ لم يكن كلها، تقليدياً جداً وغير حيوي ولا متجددة، وهذا ما خلق لدي تصوراً عن موقعنا السعودي/الحلم، الذي يفترض ألاّ يكون تقليدياً.. يتلاشى فيموت رغماً عنا! لقد تصورت أن يضم الموقع السعودي كل الكتاب السعوديين ويتم تصنيفهم بحسب مجالات اهتمامهم التي يكتبون أو يؤلفون بها: الأدب، الفن، المجتمع الفكر، الفلسفة، الصحافة، والرياضة... إلى آخر القائمة. وأعتقد أن هذا هو التصنيف المنطقي والطبيعي، لا تلك التصنيفات المسيئة التي أطلقها بعض المتشددين في صفحات إلكترونية مشبوهة، صنفوا بها بعض الكتّاب السعوديين وقدموهم إلى المتلقي كمتهمين، إذ صنفوهم وفق ما يعتبرونه اتهاماً: السفه تارة، والعلمانية تارة، والليبرالية تارة أخرى، وكأن الكتابة تهمة يفترض أن تلاحق الكاتب السعودي!
ولذلك آمل أن يضم الموقع منتدى إلكترونياً يتم التسجيل فيه فقط للأعضاء المنتسبين رسمياً للموقع، ويكون الانتساب بالاسم الحقيقي ورقم الهوية الوطنية، وفي هذا المنتدى يطرح الكتّاب آراءهم وقضاياهم ومشكلاتهم وهمومهم، وعن هذا الموقع الإلكتروني ينبثق ملف دوري ثقافي-كإصدار ورقي- يكون رافداً ثقافياً حقيقياً ولو حتّم ذلك إحلال هذا الملف محل مجلة الإعلام والاتصال، التي آمل ألاّ تلحق بمصير جريدة الندوة والتي أرى أنها بحالة موت سريري رغم كل وسائل الإنعاش التي تضخها بها وزارة الثقافة والإعلام!
سيدي الوزير: إن الحاجة اليوم ماسّة لإنشاء اتحاد للكتاب السعوديين، ولكن الحاجة أكثر إلحاحاً على الصعيد الإلكتروني بدايةً، ودعم معاليكم مطلوب لهذا المشروع المستقبلي، ودمتم بخير.