أكدت منظمة الصحة العالمية أن أوبئة الأنفلونزا السنوية يمكن أن تصيب جميع الفئات العمرية وتؤثر فيهم بشدة، غير أنّ الأطفال الذين لم يبلغوا عامين من العمر والبالغين من الفئة العمرية 65 سنة فما فوق والأشخاص من جميع الفئات العمرية المصابين ببعض الأمراض المزمنة المعيّنة، مثل أمراض القلب أو أمراض الرئة أو أمراض الكلى أو أمراض الدم أو الأمراض الاستقلابية (مثل السكري) أو حالات ضعف النظام المناعي، هم أكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بمضاعفات العدوى.
ويقول أخصائي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور محمد فهيم إن هناك ثلاثة أنماط من الأنفلونزا الموسمية- A وB وC. وتتفرّع فيروسات الأنفلونزا من النمط A كذلك إلى أنماط فرعية بحسب مختلف أنواع البروتين السطحي للفيروس ومختلف التوليفات التي تخضع لها. وهناك، من ضمن العديد من الأنماط الفرعية لفيروس الأنفلونزا A، النمطان الفرعيان A-H1N1 وA-H3N2 اللّذان يدوران حالياً بين البشر.
وأضاف أنه مع قدوم فصل الشتاء فإن هناك أعراضا لا بد على الجميع معرفتها كي يذهبوا بالمريض إلى المستشفى وعرضه على الطبيب المختص، منها ارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال جاف وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان والتهاب في الحلق وسيلان في الأنف. ويُشفى معظم المرضى من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد دون الحاجة إلى عناية طبية. ولكن يمكن للأنفلونزا أن تتسبّب في حدوث حالات مرضية وخيمة أو أن تؤدي إلى الوفاة إذا ما ألمّت بإحدى الفئات الشديدة الاختطار. وعن العلاج قال الدكتور فهيم هناك الأدوية المضادة للفيروسات وهي ناجعة في الوقاية من المرض وعلاجه. ولكن تطور بعض فيروسات الأنفلونزا أسهم في مقاومتها لهذه الأدوية، مما يحد من نجاعة العلاج. وبنظرة على بعض الإحصائيات التي صدرت عالميا حول الأنفلونزا نجد أن هذه الفيروسات تتسبب في وقوع نحو ثلاثة ملايين إلى خمسة ملايين من الحالات المرضية الوخيمة ونحو 250000 إلى 500000 حالة وفاة. وتُسجّل معظم الوفيات المرتبطة بالأنفلونزا في البلدان الصناعية بين الأشخاص البالغين من العمر 65 سنة فما فوق. وفي بعض بلدان المناطق المدارية تدور فيروسات الأنفلونزا طيلة السنة ويبلغ دورانها مرحلة الذروة مرّة أو مرّتين خلال مواسم الأمطار.
وأضاف أن التطعيم من أهم وسائل الوقاية، وقد تمت إتاحة اللقاحات المأمونة والناجعة واستخدامها طيلة أكثر من 60 عاماً. ويمكن للقاح الأنفلونزا وقاية البالغين الأصحاء من المرض بنجاعة تتراوح نسبتها بين 70% و90%. كما يمكنه الإسهام في الحد بنسبة 60% تقريباً من إصابة المسنين بحالات مرضية وخيمة ومضاعفات والحد من نسبة وفاتهم بنحو 80%.
وأكد الدكتور فهيم أن التطعيم له أهمية خاصة بالنسبة للناس المعرّضين، أكثر من غيرهم، لمخاطر الإصابة بمضاعفات خطيرة ومنهم المقيمون في مراكز الرعاية الخاصة من المسنين أو المعاقين، والمصابون بحالات مرضية مزمنة، والحوامل والعاملون الصحيون ومن يؤدون وظائف أساسية في المجتمع فضلاً عن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وعامين.