50 ألف مسافر يوميا والانتظار الطويل على الجسر لا يثني المسافرين
حافظت مملكة البحرين على مكانتها باعتبارها الوجهة المفضلة للسعوديين في فترة الإجازات، ما طال منها أو قصر، على خلفية قرب المسافة والأسعار التنافسية التي تقدمها وتتميز بها على ما دونها، ولا يعقوهم عن ذلك وقوفهم لساعات طويلة على جسر الملك فهد ذهاباً وإياباً، ففلسفة الرحلة لغالبية المسافرين تضع هدفا هو الوصول أيا كانت المدة اللازمة لذلك، لأنه لا بديل متوفر ولا خيارات مطروحة أمامهم، وهو أمر يفسر صبر مثل هؤلاء المسافرين على الجلوس في مركباتهم بالساعات للوصول إلى البحرين.
وفيما تذهب أعداد كبيرة من السعوديين الميسورين نسبيا إلى دبي، إلا أن البحرين تبقى المستقطب الأكبر للسعوديين، فالجسر يستقبل عشرات الآلاف من المسافرين يوميا، وبعد إقبال بسيط نسبيا شهده الجسر في أول يومين من عيد الأضحى المبارك، انشغل فيهما الناس بالأضاحي والزيارات العائلية، اشرأبت الأعناق بعدها إلى البحرين، حيث تفتح المجمعات والمنتجعات السياحية أبوابها للزائرين بفعالياتها المختلفة التي ما فتئت تشكل دافعا للقدوم إلى البحرين. وقد استقبل الجسر أول من أمس حسب مصدر مطلع في الجسر 15 ألف مركبة تقل قرابة 50 ألف مسافر.
وعائلة أبو مشعل هي عائلة يمكن أن تكون مثالا مناسبا لتفسير ما يحدث، حيث يقول أبو مشعل وهو موظف حكومي في العقد الخامس من عمره، إنه يحرص على الذهاب بأسرته إلى البحرين في ثاني أيام العيد، وفقاً لعدة ميزات، أهمها قرب المسافة والميزانية المناسبة التي يصرفها هناك، وأضاف قائلا: البحرين هي أيقونة الفرح لذوي الدخل المحدود مثلي، حيث لن تكلفني الرحلة من بداية اليوم وحتى ساعات المساء الأولى أكثر من ألف ريال، أفعل ذلك لأني لا أستطيع الذهاب بعائلتي المكونة من ستة أشخاص إلى دبي أو تركيا مثلا، ومن أجل ذلك علي أن أتحمل زحمة الجسر حيث أكون قد تناولت قبلها دواء الضغط. وأول شيء أفعله بعد عبور الجسر هو الذهاب إلى مجمع سيتي سنتر بالمنامة، حيث يلعب الصغار في مدينة الألعاب هناك ثم نتناول وجبة الغداء، قبل الذهاب إلى السينما، ثم يمكننا بعدها الجلوس في أحد المقاهي المنتشرة هناك، ولا بأس بعدها بجولة للتسوق تكون مسك الختام، قبل أن نققل راجعين بذكريات جميلة، تكون عونا لنا أثناء زحمة الجسر عند إيابنا للدمام.
ولا يذهب شهاب العجاجي وهو من منسوبي القطاع الخاص، بعيدا عن رأي سابقه وأضاف قائلاً: نعم البحرين خيار جيد لنا في العيد، فهي أولا تغيير للروتين ثم تناسب مثل هذه الإجازة السريعة كإجازة العيد، إضافة إلى توفر كل وسائل الترفيه للعائلة هناك، ورغم قرب المسافة إلا أننا نعتبر أنفسنا سافرنا خارج الديار يقولها ضاحكا، وفي النهاية تكون المحصلة قضاء إجازة ممتعة لكافة أفراد الأسرة في فترة قصيرة وبتكلفة أقل مما لو توجهنا إلى دول أخرى.