'الوزارة' دعت أدباء وكتابا ولم يعرف أحد أسماءهم.. ويغادرون بلا أثر
تحتفي وزارة الثقافة والإعلام مساء اليوم بضيوف الوزارة لموسم حج هذا العام في الحفل الختامي الذي ينظم على شرفهم بفندق الهيلتون، في الوقت الذي عبر فيه مثقفون عن دهشتهم من تغييب الوزارة للكتاب والأدباء الذين استضافتهم من مختلف بقاع العالم، مما فوت فرصة الالتقاء والتواصل بينهم وبين المثقفين في المملكة، الذين تعودوا على مدى التاريخ بالتواصل الثقافي مع ضيوف الحج من المثقفين والكتاب والأدباء، طبقا للكاتب القاص محمد علي قدس، الذي أكد لـالوطن أن التواصل مع هذه الفئة من الحجاج كان في أوجه في السنوات السابقة، ومن قبل تأسيس الأندية الأدبية عام 1975، وبعد تأسيسها كان لنادي مكة المكرمة الأدبي قصب السبق في استثمار وجودهم خلال الحج، فيما كان نادي جدة، يستثمر وجودهم في لقاءات جانبية، لكنها تترك أثرا ثقافيا جيدا. قدس ألقى باللائمة على عاتق وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وقال: سمعنا أن هناك عددا من الكتاب والأدباء العرب والعالميين من المسلمين استضافتهم وزارة الثقافة والإعلام، لكن للأسف لم نعرف من هم، ولم تتح لنا فرصة الالتقاء بهم، وأرى أن في هذا تقصيرا من جانب الوزارة حيال هذا الأمر.
بينما يرى الكاتب الروائي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة عبدالله التعزي، أن الأمر يرجع برمته لأداء العلاقات العامة بالوزارة، وعدم وجود شخصيات تمتلك فكرا خلاقا فيما يتعلق بكيفية استثمار وجود هذه الكوكبة من ضيوف الوزارة، لافتا إلى أن الاتجاه السائد هو التبجيل والاحتفاء وما إلى ذلك من ممارسات لا تعبر عن فعل ثقافي حقيقي، فعال وبناء على حد تعبيره.
إلى ذلك، عبر عدد من ضيوف وزارة الثقافة والإعلام عن ترحيبهم بفكرة الاستضافة التي تهيء لهم أداء فريضة الحج، إضافة إلى تحقق أهداف أبرزها اجتماع الإعلاميين من كل أنحاء العالم في مكان واحد. ورأى الإعلامي الكاميروني يوسف عيسى، في حديث لوكالة الأنباء السعودية، أن الوزارة أحسنت صنعًا عندما جمعت الإعلاميين المحترفين والمخضرمين من أغلب بلدان العالم في مكان واحد، مبينًا أنه من النادر أن يجتمع مثل هذا العدد والتخصص في مكان واحد.
وقال عيسى الذي يعمل لدى الإعلام القومي في الكاميرون: استضافة وزارة الثقافة والإعلام شيء يذكر فيشكر، فبالإضـافة إلى أننـا نقضي مناسك الحج ونؤدي الركن الخـامس من أركان الإسلام، نجتمع ونلتقي بالإعلاميين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي والغربي، وهذه فرصة لا نجدها حتى في المؤتمرات الدولية ذات الطابع العمومي.
وحول مستوى التغطية الإعلامية في الكاميرون للحج، أوضح عيسى أن المسلمين في بلاده يمثلون 43% من تعداد السكان وهم شغوفون بمتابعة الحج عبر البث المباشر، مبينًا مسارعة الإعلام القومي سواء المرئي أو المسموع أو المقروء في الكاميرون بتغطية تحركات الحجاج وإعداد التقارير. وذكر أن استضافة وزارة الثقافة والإعلام أتاحت له لقاء عدد من المسؤولين ورؤساء تحرير بعض الصحف الإنجليزية، لافتًا النظر إلى أهمية تقوية أواصر العلاقة مع الإعلام السعودي. القاضي في المحكمة الجزئية بجنوب السودان دينق عبدالله قور، وهو أحد ضيوف وزارة الثقافة والإعلام، أشار إلى حجته الأولى عام 2005، وقال: الشكر لله أولاً وأخيرًا ثم لحكومة المملكة العربية السعودية على ما تقدمه للمسلمين لتسهيل أداء هذه الشعيرة العظيمة، منوهًا بأن الأمة الإسلامية تراقب عن كثب أيادي المملكة البيضاء التي جاء في آخرها توسعة المسجد النبوي الشريف والتوسعات التي شهدها المسجد الحرام.
أما الصحفي النيجيري محمد عثمان، الذي يعمل مذيعًا لدى صوت نيجيريا، فأكد أن تجربة الحج فريدة من نوعها، والجموع الغفيرة من الحجيج أتت لصعيد واحد وهدف واحد، وما يرافق ذلك من جهود مبذولة، مبديًا إعجابه بالترسانة الأمنية المتقدمة لخدمة ضيوف الرحمن. وأشار إلى وسائل الإعلام النيجيرية التي رصدت تنقلات الحجاج في أدائهم للمناسك ونشاطهم، من خلال التقارير والتغطيات على جميع تلك القنوات.
وأبدى مساعد رئيس البرامج في الإذاعة والتلفزيون في بروناي حسنان حاجي محمد، إعجابه بالجهود التي بذلتها حكومة المملكة، مؤكدا أن الحج مؤتمر عالمي يجمع الإعلاميين من كل أنحاء العالم.
وثمن المذيع بقناة اللتو في قرغيزستان ستالبيك ابداييف، دورالمملكة في خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أمورهم في أداء فريضة الحج، مشيرًا إلى أن الأراضي المقدسة ساعدت على التقارب بين المسلمين.
فيما ذهب محرر نشرات إخبارية في القناة الأولى لتلفزيون طاجيكستان عبدالرزاق عزيزوف، إلى أنه شاهد المسلمين أثناء أداء الحج على مختلف مشـاربهم، ودعا بأن يتحد المسلمون باستمرار كوحدتهم التي عاشها خلال أدائه لفريضة الحج.