يصرخ مهاجم الهلال ناصر الشمراني، وتنتفخ أوداجه، وهو يشير بسبابته نحو صدر مدربه سامي الجابر عقب تسجيله الهدف الثالث لفريقه في مباراة أول من أمس أمام النصر، قائلاً هذا لأجلك.
كانت اللقطة أكثر من معبرة.. الجابر تحت الضغط الشديد، والهلال لا يقل عنه.
الهلال بحاجة للفوز.. لذا قاتل لاعبوه.. استعاد قناصه ياسر القحطاني مستواه قبل نحو سبعة أعوام.. كافح، وسجل مرتين.. لكن الضربة كانت مدوّية حينما أشهرت البطاقة الحمراء في وجه سلمان الفرج أحسن لاعبي الهلال والمباراة قبل نصف ساعة من الختام.
كان الوقت مواتياً جداً حينها للنصر وهو على بعد هدف واحد فقط من لقب جميل، لكن الشمراني أنهى سلسلة من عدة تمريرات بمتابعة ذكية في الشباك وسعت الفارق، وأراحت الهلال، ودفعت الزلزال للجري نحو مدربه، كأنه يقول، ومن خلفه كل زملائه نقاتل ونسجل لأجلك أيضا في تعبير عن تضامن اللاعبين مع مدربهم، وفي لوحة رسمت كثيراً من ملامح الحب الذي يجمعه بهم.
يطبع الجابر قبلة على رأس القحطاني عند خروجه، قبلة تقول الكثير، لعل أقل هذا الكثير شكرا..
وما بين قبلة الجابر، وسبابة الشمراني، يمكن القول إن الروح قبل الفنيات، وإن تعاضد اللاعبين وحرصهم على نصر مدربهم، بعثر الأوراق، وأبقى التنافس في الملعب حتى إشعار آخر.
درس الهلال وسامي والشمراني والقحطاني جدير بأن يُدّرس، فالمحبة قد تصنع المعجزات.. وعلى المدربين الذين يديرون ظهورهم للاعبين، ويتعاملون معهم بتقطيبة الحاجب أن يفهموا، لماذا فاز الهلال، ولماذا قدم مباراة للذكرى.
turky@alwatan.com.sa