محمد الزايد

لم يغب اللواء الركن خالد بن قرار الحربي، الملقب بـضابط الجمرة الكبرى عن المشاعر المقدسة طوال مدة خدمته العسكرية التي بلغت 35 عاماً، إذ بدأت مهمته في خدمة ضيوف الرحمن منذ أن كان طالباً في كلية الملك فهد الأمنية، فيما تمكن من الحج مرة واحدة، أثناء قدومه حاجاً مع بعثة عسكرية قادمة من إندونيسيا.
اللواء الحربي، الذي يعمل قائداً لقوات الطوارئ الخاصة، يقود هذا الموسم نحو 18500 عسكري، بين ضباط وأفراد، ينتشرون في كل نواحي المشاعر المقدسة، من مشعر عرفات مرورا بمزدلفة ومنى وجسر الجمرات وانتهاء بساحات الحرم المكي الشريف.
وفيما يحتفظ صدره بوسام من نوع خاص، إثر إصابته في إحدى مهام مكافحة الإرهاب عام 1428 في المدينة المنورة، يحمل على بزته العسكرية العديد من الأوسمة والأنواط منها؛ الشرف والشجاعة والإتقان وغيرها.
أطلق عليه زملاؤه لقب ضابط الجمرة الكبرى.. وهي المهمة التي اختص بها منذ أن كان برتبة ملازم فيما ساعده إتقان اللغة الإنجليزية، والمالاوية، في توجيه الحجاج أثناء عملية التفويج، وإرشادهم بلغتهم من مركز العمليات الخاص بقوات الطوارئ بالجسر.
ويحفل سجله الأكاديمي بالكثير من الدورات المتخصصة، حيث حصل على عدة دورات في مكافحة الإرهاب وحفظ النظام والصاعقة والمظلات والعمليات الخاصة والاقتحام، من بريطانيا والصين وفرنسا، كما حصل على دورات في التدريب والإشراف على التدريب والتدريس وإدارة الأزمات، إضافة إلى دورة القناصة والرماية، ودورات علمية أخرى.
ما يبدو مدهشاً؛ أن اللواء الحربي، الذي قضى 34 عاماً في خدمة الحجيج، اقتنص أداء الفريضة مرة واحدة في حياته، خلال تواجده في إندونيسيا في دورة خارجية، حيث تمكن من الحج برفقة مجموعة من العسكريين الإندونيسيين العاملين في مجال الطوارئ، فيما تحتفظ ذاكرته بملاحظة قائد قوات الطورئ الإندونيسية الذي قال له قوات الطوارئ تتعامل بغلظة في كل دول العالم، بينما تتعاملون أنتم بلطف مع المخالفين ليجيبه حينها بقوله لدينا كل القدرة على التعامل بشدة.. ولكننا ننجز مهمتنا بلطف لأننا نتعامل مع ضيوف الرحمن.