يرفع عشرات من خريجي أقسام اللغة العربيّة لوحةَ احتجاجٍ كتبوا عليها الكلمة الملتهبة (كفاية) في فناء وزارة التربية والتعليم احتجاجاً على سنوات
يرفع عشرات من خريجي أقسام اللغة العربيّة لوحةَ احتجاجٍ كتبوا عليها الكلمة الملتهبة (كفاية) في فناء وزارة التربية والتعليم احتجاجاً على سنوات مرّت وهم على قائمة الانتظار من أجل وظيفة. وبالطبع أنا مؤمن بحقّهم الشرعي، ناهيك عن المشروع، ومع هذا أنا مؤمن أنّهم يرفعون اللوحة في المكان الخطأ. كان عليهم أن يرفعوها في بهو الجامعة التي ما زالت حتى اللحظة تستقبل دفعة جديدة من طازج 1431 للدخول إلى القاعة الأولى للفصل الدراسي الأول في قسم اللغة العربية. كان عليهم أن يقولوا هذه (كفاية) في وجه الذين أوصلوهم إلى هذه النهاية من طابور طويل له بضع سنوات دونما أي حلول في الأفق. كان عليهم أن يرفعوها في وجه كل الذين يناضلون من أجل قداسة بعض التخصصات التي تدفع الآلاف من شبابنا إلى طابور البطالة. الكفاية الحقيقية أن نقول جميعا بصوت صريح: كفاية، وكفى فقد اكتفينا وهؤلاء هم الضحية.
نحن نتعامل اليوم مع إنتاج المصنع الهائل الذي لا يجد له الزبون ولكننا لم نقفل المصنع. هؤلاء هم ضحايا التخطيط مثلما هم ضحايا تلك الأصوات التي ترفع عقيرتها بالتهم لمن أدلى بصوته في كفل هذه الكارثة. هؤلاء اليوم يرفعون – كفاية – في فناء وزارة التربية لأنها المحطّة التلقائيّة الوحيدة في نهاية سير الإنتاج، لأن هؤلاء الضحايا لن يعربوا قواعد الإعراب أمام إشارات المرور ولن يزنوا القوافي في كاونترات المطار. المهمّة الوحيدة أمامهم هي التدريس، والوزارة نفسها هي من ترفع في وجههم لوحة (كفاية). لا يوجد مكان شاغر لحركات الإعراب ولا لأوزان الشعر في هذا الصباح، فماذا سنفعل إذا كنا في ذات الصباح ما زلنا نستقبل آلاف الجدد في السنة الأولى من التخصص. ماذا سنقول لبضعة آلاف يدخلون الجامعة بعد شهر في تخصصات اللغة والشريعة والتاريخ إن لم نقل بأنفسنا (كفاية) كي يذهبوا للخيار الصحيح قبل أن يرفعوا بعد عقد من الزمن ذات اللوحة في سبيل حق مشروع: كفاية.