واشنطن: محمد الشرقاوي

واشنطن تجدد التلويح بالعمل العسكري ضد دمشق

شرع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للمرة الثانية في التمهيد للتشكيك في التقرير الذي من المتوقع أن يقدمه فريق التفتيش الأممي بداية الشهر القادم، بعد أن أنهى الاثنين الماضي زيارته للأراضي السورية. ووجَّه الوزير الروسي انتقادات مبطَّنة لعمل الفريق، قائلاً إنه لم يقم بزيارة جميع مواقع الاستخدام المحتمل للسلاح الكيماوي، بما فيها بلدة خان العسل الواقعة بالقرب من حلب. وقال في تصريحات صحفية أول من أمس حادثة 21 أغسطس الماضي لم تكن الوحيدة التي كان على لجنة آكي سيلستروم التحقيق فيها. والفريق الأممي أنهى أعماله ولم يقم بزيارة خان العسل التي تؤكد تقاريرنا استخدام الأسلحة الكيماوية فيها. لذلك نريد أن نفهم، هل سيكون تقرير الفريق كاملاً أم لا؟ مع الأخذ بعين الاعتبار أن البعثة لم تتمكن من زيارة كافة المواقع المحددة في تفويضها الأصلي.
إلى ذلك، فجَّر لافروف مفاجأة عندما أقر بوجود محاولات لنقل عناصر من الأسلحة الكيماوية السورية إلى العراق، ولكنه عزاها مرة أخرى للمعارضة المسلحة. وقال نسمع من مختلف المصادر الموثوقة، أن مسؤولين رسميين من بعض دول المنطقة المحيطة بسورية يقيمون اتصالات ويعقدون لقاءات دورية مع قيادة جبهة النصرة وجماعات إرهابية أخرى. بهدف نقل عناصر كيماوية إلى العراق، حيث تجري استعدادات للقيام باستفزازات. في سياقٍ متصل، تراجع لافروف عن موقفه السابق باشتراط مشاركة المعارضة المعتدلة فقط في مؤتمر جنيف2.
وقال في مؤتمر صحفي عقده أول من أمس مع نظيره الهندي سلمان خورشيد نرغب في أن تبدأ الإجراءات التحضيرية لعقد المؤتمر الخاص بالسلام في سورية في أسرع وقت ممكن. مع التأكيد على ضرورة وجود تمثيل لجميع الأطراف السورية في المؤتمر. وكل الكيانات يجب أن تقبل الدعوة للمشاركة دون شروط مسبقة وعلى أساس بيان جنيف.
من جهة أخرى، لم يستبعد الجيش الأميركي إمكانية القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري، وقال رئيس الأركان الجنرال راي أوديرنو إن بلاده ستضطر للتفكير مجدداً في هذا الخيار إذا لم يمتثل الرئيس السوري بشار الأسد لقرار الأمم المتحدة الذي يدعو للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية. وقال في تصريحات صحفية من ألمانيا حيث يحضر مؤتمر الجيوش الأوروبية علينا أن ننتظر لنرى. أعتقد أن الكثير من هذا الأمر سيتوقف على مدى الالتزام بتنفيذ الاتفاق الذي توصلنا له مع روسيا.
وأضاف إذا لم يحدث ذلك وإذا سارت الأمور على نحوٍ خاطئ، عندئذ سنضطر إلى التفكير مجدداً في استخدام القوة ضد سورية. وعلى صعيد الأزمة الإنسانية في معضمية الشام قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن نظام الأسد يقوم بتنفيذ حملة تجويع وتهجير منظمة بحق المدنيين، مما أسفر عن وفاة عشرات المدنيين وإجبار أعداد كبيرة منهم على النزوح. وأوضح الائتلاف في بيان أن الحصار المفروض على المدنيين شارف شهره العاشر، وفاق عدد الضحايا 700 شخص، وتعطَّلت جميع المستشفيات.
كما نفدت المواد الغذائية بشكلٍ كامل في المدينة، إضافة لنقص المياه الصالحة للشرب بسبب قصف الآبار الارتوازية وخزانات المياه الرئيسة.
إلى ذلك أعلن أهالي الأحياء الجنوبية في دمشق الإضراب عن الطعام للضغط على النظام حتى يقوم بفك الحصار عن هذه الأحياء، بعد تحذيرهم من أن الأهالي يعانون من كارثة إنسانية وهم على حافة الجوع، ولجأ الأهالي إلى هذا الأسلوب بعد فشل محاولات كثيرة طوال الأشهر الماضية لفك الحصار عن عشرات الآلاف من السكان العالقين والمهددين بالجوع داخل منطقة تضم أحياء التضامن والحجر الأسود والقدم ومخيم اليرموك، بعد أن فرض النظام حصاراً خانقاً عليها عقب سقوطها في أيدي مقاتلي الجيش الحر، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء وسائر وسائل الاتصالات، كما شح الطعام والمياه الصالحة للشرب.