نايف الحميضي

كنت مؤخراً في إجازة صيفية مع الأهل، وقمنا بجولة عربية، أوروبيّة، وأميركية مختصرة ومتنوعة، ما بين دبي وباريس ونيويورك، قمنا فيها وخلالها باستخدام كافة المواصلات العامة، المختلفة والمتعددة في تلك المدن، ابتداء من الطائرة التي أقلتنا من المملكة، ومروراً بسيارة الأجرة التي أقلتنا من المطار، والباص الذي أوصلنا إلى مركز التسوّق القريب من مقر السكن، وكذلك اليخت أو القارب الذي نقلنا من جانب النهر إلى الجانب الآخر من المدينة، وانتهاء بقطار الأنفاق الذي اختصر علينا الوقت والتكلفة، نتيجة الزّحام الذي تعانيه تلك المدن، فيالها من متعة مواصلاتية، ويالها من خدمات جليلة وعظيمة، فعلاً نفتقدها في مملكتنا الغالية، ونتمنّى وجودها وظهورها فيها، وبالتالي القضاء على الواقع والهاجس المرير، الذي نعيشه ونعاني منه بشكلٍ يومي وعلى مدار الساعة، لدرجة أنّه لا يمكنك أن تصل إلى عملك أو إلى منزلك، أو إلى أي منطقة تقصدها وتريدها، سواء كانت بعيدة أو قريبة إلا بعد معاناة وجهد، وتعب وأعصابٍ مشدودة ونفسٍ مسدودة، حتى داخل الأحياء وبين المنازل والبيوت لا تسلم من الزحام وتكدس السيارات بالعشرات والمئات التي يرغب قائدوها الفرار، ومحاولة تفادي الشوارع والطرق الرئيسة التي تشتهر بالتكدّس والازدحام، مع أننا من أغنى وأكبر دول المنطقة، ونمتلك منظومة متناسقة ومنتظمة من المواصلات العامة، وقطارات الأنفاق المبهرة، والمتميزة التي تبنّتها وأوجدتها مؤسسات المواصلات العامة، ووزارات النقل لديها، التي تتولى وبكلّ أمانةٍ ومسؤولية دراسة حاجات المواطنين والمناطق التي يعيشون فيها، وبلا استثناء، لخدمات المواصلات العامة والنقل فيها، مما يجعل من توفير أهم مرافق البنية التحتية ذات النوعيّة العالية والمتميّزة، التي هي المواصلات، من الأمور الحتميّة المطلقة، من أجل تلبية متطلبات النقل، وتهيئة الطرق والشوارع المناسبة، وتوفير أعلى أنظمة النّقل الفعّال والمتميّز والمتكامل، الذي يحقق رؤية القيادة الحكيمة في هذا البلد المبارك، وبالتالي يخدم مصالح شعبه ومواطنيه، من تطوير أنظمة طرق ومواصلات ونقل متكاملة ومستدامة، وتقديم خدمات متميّزة لجميع أبناء الشعب، ومنهم ذوو الاحتياجات الخاصّة، وذلك من أجل دعم خطط التنمية الشاملة.
واستمرارا لمسيرة التقدّم والعطاء التي بدأها المؤسّس، الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتمّم مشوارها وطريقها من بعده أبناؤه البررة، تلك السياسات والتشريعات التي تهدف في المقام الأول إلى خدمة أبناء البلد، وإلى مواكبة التقنيات والأساليب الإبداعية والمتميّزة، وتطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية، وذلك من أجل تقديم أعلى وأرقى الخدمات التي تسهم وتساعد في تذليل الصعاب، والتسهيل على المواطنين والمقيمين على أرض هذه البلاد الطاهرة، والتمتّع بخيراتها وما هباها الرّحمن من الخيرات والنِّعم التي لا تعد ولا تُحصى، وذلك كلِّه من فضل الله ورحمته، ثم من تكاتف شعبها وأبنائها، وتعاضدهم مع القيادة الحكيمة، وفقهم الله لكل خير.
رأيٌ مختصر.. أين غيرتكم يا وزارة النّقل؟ وأين حرصكم واهتمامكم والأمانة التي تحمّلتموها من لدن قيادتنا الحكيمة، في وجوب الحرص على تلبية وتنفيذ مطالب الشعب ومتطلباته؟ وتلبية احتياجاته!