وعدت لأكتب بعد أن أصبح الوقت مُلكي.. قد تسألوني كيف!؟ لقد تشتت الوقت مني فيما يسمونها بالإجازة هي مُتعة وراحة للجسم والبدن لا أنكر ذلك، وأيضاً هي نعمة لمن استغلها وعرف لتنظيم وقته فيها. إنني هنا أتكلم عن نفسي فقط عندما تبدل الحال معي فأصبح الليل سهراً والنهار نوماً، وقد مرت تلك الأشهر بالنسبة لي كأنها كابوس مخيف خيَّم على نفسي وشتت أفكاري. كابوس ثقيل ضيَّع مني عُدتي للكتابة فأصبحت لا أحسن التفكير ولا الوصول إليه. جف نبع التدوين من قلمي وتناثرت أوراق دفتري عندما لم أحسن استغلال أوقات كنت أندم على كل لحظة تمر وأنا بمكتبتي ولا أستطيع أن أرتب أفكاري أو أترجمها حبراً على ورق.
كم هي جميلة ورائعة تلك الأوقات التي تكون ملكاً لك وتستطيع أن تتحكم فيها بحسن التصرف والتدبير، كانت تراودني أفكار كثيرة لكي أكتب غير أني لم أكن منتظماً في وقتي، ولذلك لم أستطع التركيز لأكتب.
عُدتُ ولعله أن يكون العود أحمد لأجد ضالتي التي فقدتها طيلة أشهر الإجازة المسمومة بالنسبة لي. عُدتُ لألتقط أوراق أفكاري والتي لم تُسق وكادت أن تذبل، بل ولربما كادت أن تجف. وأنا أكتب هذا المقال يراودني شعور كله فرح بأن عاد القلم بين أصابعي وأصبحت أنظر إلى ما أكتب سطراً سطراً بكل شوق ولهفة، ولكنه السؤال يطرح نفسه : لماذا تضيع منَّا تلك الأوقات الجميلة ولم نستغلها!؟ بل ولماذا لا نهتم فيها بما نملكه من مهارات ومعارف!؟ إنها الخسارة الجسيمة عندما تأتينا الفرصة لنتزود منها لعقولنا وأرواحنا بما يغذيها خلقاً وأدباً وينمي فيها مهاراتها الفنية والمعرفية ثم تذهب تلك الفرص منَّا سدى.
رسالة إلى نفسي: لا تفرطي في وقتك فهو غالٍ وثمين، ولا تهدري منك الأوقات دون استغلالها. عذراً فهي حقيقة مؤلمة مرت بي أعلم يقيناً أنها لم تمر على الفطن منكم، ولكنه درسٌ لي لعلي أتقنه فيما بقي من العمر.