علي عايض آل منصور

الإحساس بتسارع الوقت أمر يثير القلق، خصوصاً في عصر السرعة والعولمة، هذا القلق مبني على عدة تراكيب، اجتمعت مع الظروف المحيطة بكل شخص، ومع الإنجاز المراد تحقيقه والذي يسعى إليه الإنسان في ظل هذا التسارع، وكأن العلاقة طردية!
ولكن دائماً هناك أولويات يرتكز عليها الفكر وتشحن بها الهمم، من أجل تحقيقها، هذه الأولويات تتسع وتضيق حسب سماء الأفكار وحسب أفق الطموح، فالإنسان بعزمه يطير في ذلك الأفق إلى أن يصل مبتغاه.
سرعة الحياة التي نعيشها الآن ليست فقط في مرور الأيام والشهور والسنين، ولكن حتى في طرق التواصل والبحث والأعداد والتعلم، فقط يكفي تحريك أناملك على شاشة هاتفك المحمول لكي تصل إلى ما تريده.
والمثير للشفقة أن البعض يعيش دور السلحفاة في حياته المتسارعة، وتجد تفكيره فقط في الخطوة التى سيخطوها بعد حين، دون تحقيق أي غاية أو هدف هذا إن وجدت أساساً ولو تذكرنا بعض اللحظات التي عشناها في الماضي، نجد وكأنها من اليوم حصلت، هذه الذكرى تجعل الجسم يقشعر، وملامح الوجه ترسم أثر هذه اللحظة إما بابتسامة أو يغشاها الحزن.
كم سنة مرت تم تأجيل وعودها إلى سنة بعدها، وكم سنة مرت من أعمارنا دون فائدة، لأن كل يوم يمضي من حياتنا نقص في أعمارنا، والمفترض في المقابل أن يكون زوداً في تحقيق ما نطمح إليه.
يقول أحد الحكماء:
- ينقضي القسم الأول من الحياة في اشتهاء القسم الثاني، وينقضي القسم الثاني في التأسف على القسم الأول..!