لم يعد التاريخ مادة إعلامية ذات قيمة، لكن الفضاء العربي يتنفسه برئة يومية، في عالم يتنفس المستقبل والآلة والهوية.
مثلا: هل هي مهمةٌ معرفة أن فلانا ولد في تاريخ كذا؟! أم أن لهذا علاقة بصياغة طرح جيد؟
وحده التلفزيون العربي يدير عنق المشاهد إلى الخلف!.
التاريخ، هو الطريدة السهلة في صيد الإعلام، إنه ملائم جدا للعمل التلفزيوني العربي.
المعتاد: القص واللزق!.
ضحكت من المعلومة: حدث في مثل هذا اليوم: مولد الفنانة تحية كاريوكا، ثمة رقص على خشب التاريخ!.
اتهمني ناس بالعلمانية والليبرالية وملحقاتها، عندما طالبت في مقالة قديمة بإلغاء مادة التاريخ من تعليمنا وكانت حجتي في هذا الطلب، أن نصف التاريخ غير صحيح، ونصفه الثاني: غير صحيح!.
التاريخ يُطرح في الفضائيات العربية، طرحاً لا ينتمي إلى المصداقية، وطرحاً لا ينتمي إلى القيمة المعرفية أو الثقافية، ولهذا فإن تناول الإعلام العربي للتاريخ، يُظهر التاريخ كصندوق واسع محشو بالأوراق التي هي في الغالب، إمّا غير ذات قيمة، وإمّا مزوّرة.
الشاشة العربية لا تقدم مادة تاريخية مهمة، الكل محشور في هذا التاريخ، الاسم المهم وغيره، فالإعلام العربي يحمل التاريخ حمل العفش!
ولا عزاء للأحياء، فالفضائيات العربية تحاور الموتى!
ما زلت أحلم ببرنامج اسمه: لم يحدث في مثل هذا اليوم!