الذي لا ينجح وهو لوحده في الميدان فاشل!
من العيب أن تكون تاجرا وتعمل بعقلية إدارة حكومية؛ لأن الحسابات تختلف بين الاثنين، والأهداف تختلف وآليات العمل تختلف أيضا..!
التاجر يبحث عن الربح، ورضا العميل على رأس اهتمامات مؤسسته أو شركته، بعكس الإدارة الحكومية التي تعمل بلا أي هدف للكسب المادي؛ لذلك كثير من المسؤولين لا يهتم برضا المراجع/ العميل..!
أزمة الغاز التي مرت على كثير من مناطقنا واستقرت في الشمال، كشفت لنا أن إدارة شركة الغاز تعمل بعقلية الإدارات الحكومية، ولا تهتم برضا العميل أو المستهلك الذي لا يأخذ منها الغاز بالمجان، وأزمة انقطاع الكهرباء المتكررة على كثير من مدننا أيضاً تكشف خللاً في عمل إدارة شركة الكهرباء..!
ربما أن شركتي الكهرباء والغاز لا تبحثان عن ربحية لأسباب تخصهما، لكن المفروض والمنطق يناقضان ذلك..!
وربما يعود عدم الرغبة بالربح إلى أنها شركات تابعة لمؤسسات الدولة، وهنا أعتقد أن هذا يحتاج وقفة من المسؤولين ومحاسبة من تسبب بتحويل الشركتين إلى عالة على المواطن بمقابل مادي، لا تكسب بكيفك؛ لكن لا تضر المواطن.
يوم الجمعة اعتذرت -ولم تعوض- شركة الكهرباء عن انقطاع التيار لأكثر من 10 ساعات عن محافظة في الشمال، وثاني يوم انقطعت الكهرباء.. وفي ذات الوقت يتكرر انقطاع الكهرباء عن 29 قرية في الجنوب..!
وكانت ولا زالت شركة الغاز في سبات عميق، فحلت أزمة نقص الغاز على كثير من مدننا، واستمرت في بعضها، ففي الشمال اضطرت الشرطة إلى التدخل لتنظيم الطوابير على محلات تعبئة الغاز، وأصبح الناس يتبادلون البشارة بوصول كمية من الغاز، وأغلقت بعض المحال أبوابها لعدم وجود الغاز، وظهرت سوق سوداء تستغل الأزمة..!
جزء من أزمة نقص الغاز في الشمال يرجع إلى تزايد مرتادي البر من المناطق الأخرى ومن دول الخليج للاستمتاع بالربيع، الذي تصادف مع نقص في توريد الغاز.
حاول أن تبحث في قوقل عن كلمة الغاز وستفاجأ بأنها أزمة متكررة في عدة مناطق وأزمان، وبأن الصحافة تنبأت بها قبل وقوعها، لكن من يسمع؟
(بين قوسين)
قبل 3 أشهر قلت هنا إن بوادر الربيع بدأت في الشمال، هل تفكر هيئة السياحة في استغلالها بسياحة موسمية؟ ويبدو أن الإجابة لا، ولن..!