علاء حمزة
الموسم الثقافي الأهم في المملكة، هو موسم مهرجان الجنادرية، ويشكل أوبريت الحفل الافتتاحي عنوان المهرجان وواجهته، التي كانت خير تقديم له منذ أوبريت مولد أمة الآسر، الذي ما زال يحتل مكانا في ذاكرة الناس، لبساطته وروعة أداء الكبيرين طلال مداح ـ رحمه الله ـ ومحمد عبده، ومنذ ذلك الحين عرف الأوبريت جميع المدارس الفنية واللحنية السعودية من خلال أبرز رموزه، وشاركت فيه أبرز الأصوات الغنائية في المملكة، إضافة إلى مشاركات خليجية وعربية أحيانا، وها نحن بعد 29 عاما من انطلاقة المهرجان ننتظر بشغف الإبداع الذي سينثره لنا الثلاثي المهندس، والصالح، وأبو راس في ليلة أخرى من ليالي الوطن، وأتمنى لو اتخذ الحفل في سنواته القادمة شكلا أوبراليا أكثر، من خلال دمج التمثيل بالغناء، وبطريقة أوسع مما حدث في فارس التوحيد حين قدم الأمير بدر بن عبدالمحسن أفكارا فنية مختلفة من خلال الراوي راشد الشمراني، تمثلت في لوحات تعبيرية تمثيلية، وأقصد أن يكون الأوبريت عملا بصيغة رحبانية متكاملة كما في مسرحيات الأخوين مع فيروز، بحيث يتم تقديم مسرح غنائي متكامل حركة وسيناريو، وقصة وحبكة، ولعل التقنيات الحديثة تساعد كثيرا على تقديم هذا النوع مثل تقنية التصوير المجسم، (Holography) وهي تجربة لا ينساها من يشاهدها، كما حدث في حفل افتتاح إم بي سي مصر، إذ تم تجسيد صورة السيدة أم كلثوم أمام الجمهور، بحيث يمكن من خلال هذه التقنية تنفيذ معارك كاملة داخل المسرح، واستحضار شخصيات غير موجودة، وفتح المجال أمام الخيال بلا حدود.