دعك من تاريخ السينما الهندية وخيالات المخرجين المستوحاة من اللاممكن. دعك من أفلام البطل الأوحد، حين كان أميتاب باتشان يقتل خمسين رجلا بضربة واحدة ويوقف الطائرات بيده. دعك من القصص المتشابهة والبطل الذي يقاتل الشرير ويكتشف أنه شقيقه من العلامة التي على كتفه. دعك من كل تلك الـفنتازيا التي كانت الأفلام الهندية تعتمد عليها للحضور وجذب المشاهد.
كان ذلك ماضيا ليس له رجعة، واليوم السينما الهندية والدراما ككل، قفزت على الزمن وأحدثت نوعا من القطيعة بينها وبين ماضيها، وأصبحت تقدم أفلاما منافسة في الصناعة العالمية، ولعل فيلم المليونير المتشرد الذي خطف 8 جوائز أوسكار في العام 2009 مثال واضح على هذه النقلة النوعية والفكر البولييودي الجديد والمتجاوز.
الفيلم الهندي توقف لفترة طويلة عن استجلاب اهتمام المشاهد العربي، لكنه يعود اليوم بسرعة الصاروخ، ومعه المسلسل الدرامي الذي يؤكد مراقبون أنه بات منافسا قويا للدراما التركية المنفلتة. اليوم الجيل الصغير من العرب يعرفون أسماء الممثلين الهنود ويعشقون أعمالهم كشاروخان وسلمان خان وأشوريا وكاجوال، والعجيب أن عراب السينما الهندية أميتاب باتشان ما زال حاضرا في المسيرة رغم أن عمره جاوز 75 عاما.
الفضاء العربي التفت لهذه الحالة وأطلق القنوات المتخصصة بالإنتاج الهندي، وأطلقت دبي قناتين زي أفلام للسينما وزي ألوان للمسلسلات، وتبعتها مجموعة أم بي سي بإطلاق قناة إم بي سي بولييود التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية حاليا. وحين تتوقف عند إحدى هذه القنوات ستكتشف أنك أمام إنتاج سينمائي محترف وملهم، فقد تنازل الهنود عن قصصهم البلهاء وحركات الأكشن غير المنطقية، لكنهم مازالوا متمسكين بالغناء وتشكيلات الرقص الجميلة والمبدعة، ويبدو أن لديهم المزيد والمزيد.