الرياض: ماجدة عبدالعزيز

واجهت 'الفرقة' و'التناحر' و'العوز' بترسيخ مبادئ 'الوحدة' و'الوئام'

تصدر الحوار مبادرات المملكة في ترسيخ التعايش والانسجام بين فئات الناس كافة، ونبذ أشكال الفرقة والتناحر والتعصب داخلياً ودولياً، إذ لم يكتف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمشروعه الوطني، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بل أهدى العالم رسالة إنسانية عنوانها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، محارباً بذلك جميع أنواع التطرف الديني والعرقي، داعياً العالم أجمع إلى التعايش السلمي وبناء المعمورة.
وفي هذا الصدد، قال مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن خادم الحرمين الشريفين استهل عهده الميمون بمشاريع تنموية حضارية عملاقة منها: مبادرة الحوار الوطني التي أكدت على الثوابت الشرعية والوطنية، ودعت إلى استيعاب بعضنا بعضاً ونشر ثقافة الحوار والتفاهم واقتلاع جذور التعصب والعمل معًا من أجل الارتقاء بالوطن.
ووصف فيصل بن معمر في تصريح لـالوطن مناسبة اليوم الوطني الثالث والثمانين بأنها مناسبة مهمة يستعاد خلالها جهود الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، طيَّب الله ثراه، الذي وضع اللبنة الأولى بتوحيد هذا الوطن وبداية مراحل البناء الحقيقي للوطن، واستيعاب الدروس والعبر لمراحل هذا البناء المتنامي، والخروج به من دوامات الفرقة والتناحر والعوز إلى الوحدة والوئام، وصولاً لواقع هذه البلاد الزاهر والمتطور، ولحمتها الوطنية، وما أفاء الله عليها من أمن وأمان ورخاء وازدهار وخير، ليواصل أبناؤه بعده النهوض به والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة.
ولفت إلى أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دشّن متوالية جديدة للبناء والتنمية، تعمل على الاستثمار في الإنسان السعودي وتوظيف قدراته؛ لتكون جزءًا أصيلاً وفاعلاً في كل خطط الدولة، ومنحه المساحة الأكبر للمشاركة في تحقيق تطلعات القيادة؛ وطموحات الوطن للحفاظ على مكتسباته التنموية؛ وكل ما يخدم الوطن ومصالح المواطن، وضرورة أن يكون للمواطن دور فاعل في خطط البناء والتطوير؛ لتحقيق التنمية المستدامة، بما يوفر للأجيال المقبلة الرفاهية والتقدم.
وأشار إلى أن مبادرة الحوار الوطني دعت إلى نبذ كل الأفكار البغيضة والنعرات؛ والتصنيفات الفكرية المقيتة لآثارها السلبية على الوحدة الوطنية؛ وانتظام المجتمع السعودي في علاقة إيجابية بنًّاءة تضم جميع أطيافه وتوجهاته وفئاته، لافتاً إلى الإيمان العميق للمقام السامي الكريم بالحوار والتفاهم داخلياً وخارجياً، وأهمية أن يسود السلام ربوع العالم، وكل مناطق النزاع؛ ومعالجتها بالحوارِ الذي يُرسِّخ المبادئ المشتركة بين الأمم والحضاراتِ المختلفةِ، ويسعى إلى تعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية، كمدخل لإحلال الوئام محل الصدام؛ ونزع فتيل النزاعات والمساهمة في تحقيق الأمن والسَّلام العالميَيْن المنشودَين.
وعن مشروع الحوار الوطني، أوضح ابن معمر أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار الوطني، كانت معبرة عن مواقفه لنبذ الفرقة والتطرف والسعي لوحدة الصف الوطني؛ للحوار مع الذات بتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بكل جهوده وآثاره الإيجابية لجعل الحوار الوطني طبعًا من طباع المجتمع السعودي، مرورًا بمبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وصولاً للحوار الإسلامي- الإسلامي. وبين أن هذه المواقف الوطنية والإسلامية والعالمية، ليست جديدة على خادم الحرمين الشريفين، بل هو مَن نادى بتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، وإلى ضرورة تعميق المعرفة بالآخر وتاريخه وقيمه وتأسيس علاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري واستثمار المشترك الإنساني لصالح الشعوب، وذلك في مبادرات تنم عن فكر استراتيجي شامل يؤمن بالحوار، والتعايش والاحترام وترسيخ الاعتدال، في وقت تمتلئ الأجواء بدعوات الاحتراب والكراهية والصدام. ودعا مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلى الاحتفاء بهذه المناسبة، وتذكر منجزاتها ومكتسباتها الحضارية؛ والحفاظ على أمن الوطن ورقيه وازدهاره وتنميته، ووضع كل ذلك فوق أي اعتبار، معرباً عن أمله في أن تتحول هذه الذكرى السنوية مناسبة، تحفِّز الشباب والفتيات على الإبداع بأفكار ثرية، تعي جيدًا عمق العلاقة التي تربطه بالوطن.