الرياض: الوطن

اعتبر الناقد الدكتور سعد البازعي رواية زيارة سجى لأميمة الخميس نموذجاً للنقاش وأنها تستحق الدراسة والتحليل. وأطلع البازعي حضور الملتقى الثقافي نصف الشهري بنادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس والذي حمل عنوان مفهوم الماوراء في الرواية- الميتافيكشن، على ملخص الرواية قائلاً: في الرواية ثلاثة أشخاص: فتاة وشاب وجدة الفتاة وما يدور حولها من علاقة بين الشاب والفتاة، وذكر أن في آخر الرواية تدخل أميمة الخميس شخصياً في الرواية، ويحار القارئ هل هي أميمة الكاتبة أم شبيهة. وتحدث البازعي عن فهم المهتمين بالسرد والقصة والمهتمين بالشعر والمسرح، وأنها تتصل بالفكر النقدي والفلسفة، وقال: الرواية قصة طويلة تتمحور حول المجتمع الخارجي، وهناك روايات كتبها أشخاص رغم أنهم لا يريدون القارئ أن يصدقهم بالكتابة ولهم أهداف، واستطرد متحدثاً عن الروايات الأجنبية منها الأميركية وغيرها التي يشعرك بعضها بأنك في متاهة مثل الراوية الأميركية (ضائع في بيت المتعة).
صاحبة الرواية أميمة الخميس كانت ضمن الحضور، وتحدثت قائلة: إن الملتقى الثقافي هو أحد المحطات المضيئة في النادي الأدبي بالرياض؛ لأنه يختزل الفعل الفكري والنقدي وكان تناولهم لروايتي زيارة سجى عبر زاوية الميتافيكشن التي قدمها الدكتور سعد البازعي بشكل رائع سواء كان تاريخيا أو عند تطبيقها على الرواية، وقالت بالطبع كنت سعيدة ومبتهجة بالطروحات الإيجابية حول الرواية وإن كنت حريصة على التقاليد النقدية بعدم التدخل إلا بشكل طفيف في النقاش، وأعتقد أن علاقتي مع الرواية انتهت بعدما دفعت بها للمطابع. وكان أدبي الرياض قد نظم الأحد الماضي بالتعاون مع كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود ندوة بعنوان (شهادات المبدعين السعوديين في استلهام التراث العربي في الأدب السعودي) أدارها نائب رئيس النادي الدكتور صالح المحمود وشارك فيها الكتاب عمر طاهر زيلع، وخالد اليوسف، وشيمة الشمري، وطلق المرزوقي. وقال زيلع إن النص الإبداعي يتراوح بأن يكون ناتجاً أو منتجاً، لافتا إلى أن التراث أو المعرفة عموماً من أهم روافد موهبته ومكونات رؤيته للحياة والناس فيما ذكر المرزوقي أن علاقته بالصحراء بدأت في يوم هارب من روزنامة الأيام.
خالد اليوسف ذكر أن كلمة التراث أو الموروث لم ترد في مخليته الكتابية ولم يتكون هذا العالم القديم بثيابه الجديدة في نصوصه إعجاباً أو بحثاً كي يقال بأنه عاشق أو محب للتراث ولكن لأنه ابن للتراث ينساق في تفاصيل قصصه وروايته؛ ولأنه ولد وترعرع في أحضان التراث جاء طبيعياً في سطور الإبداع.
وقالت شيمة إن قصصها بمثابة القبض على طائر مبهر مضى في أفق بعيد وليس ثمة تناقض وإن قصصها وإن احتفلت بالواقع الاجتماعي متبوعاً على نحو خفي بالواقع السياسي والاقتصادي إلا أنها ابنة الموروث لغة وثقافة.