هذا المصطلح -أعني اقتصاديات الصحراء- ابتكره الصديق الكريم قصي البدران، حينما كنا نتحدث ذات ربيع عن ضرورة بناء سياحة عالمية تعتمد على البيئة الصحراوية المتنوعة في بلادنا..
الاقتصاد -حسبما أفهمه- علم يبحث عن الكيفية المثلى لاستغلال الموارد الاقتصادية ذات الكفاءة، وإنتاج السلع، وتوزيع الناتج الحاصل من هذه العملية، بين البشر الذين اشتركوا -بشكل مباشر وغير مباشر- في عملية الإنتاج ذاتها.
الذي أتيحت له الفرصة خلال الفترة الماضية لارتياد الحدود الشمالية لبلادنا سيرى بوضوح حجم الزحف البشري نحو الصحراء -والصحراء تمثل أربعة أخماس مساحة بلادنا- مخيمات بأعداد مهولة لم تشهدها هذه البقعة الجغرافية قبل ذلك.. ليس هذا المهم.. اللافت هو الحركة الاقتصادية التي ترافقت مع موسم الربيع والأمطار التي هطلت على المنطقة.. لست جهة حكومية حتى أرصد حجم الحركة الاقتصادية لكنني ألمسها بوضوح..
تعتمد الهيئة العليا للسياحة على المقومات الأساسية، والسلع الطبيعية الثابتة كالآثار والشواطئ.. لكنها -فيما أعلم- لا تعتمد سياحة الصحراء بمفهومها البسيط ضمن برامجها..
ليست كل المناطق مناطق جذب سياحي، بل ولا تمتلك بنية تحتية تجعل منها مناطق سياحية، بالتالي لا ينبغي تفويت مثل هذه الفرص التي قد لا تتكرر في المنظور القريب.. بمعنى آخر: كل هذا الزحف البشري جاء يبحث عن سياحة الشتاء بواسطة مقاطع وصور الواتس أب، وتويتر.. لك أن تتخيل لو أن الهيئة واكبت التغير البيئي في بعض المناطق ذات التنوع الجغرافي، واستبقت الإجازة وتولت عملية الترويج كيف سيكون حجم التأثير على الحركة الاقتصادية؟! ماذا لو شجعت الاستثمار في هذه السياحة؟!
أنت لست بحاجة لإقناع الناس بقيمة السياحة الشتوية في الصحراء، الكثير منهم يعشقون ذلك بالفطرة.. يعشقون حياة الصحراء والبادية.. إنهم يميلون للهرب عن المدن.. هم فقط يريدون منك أن تواكبهم.. أن تشعر بهم!