معاملة الإعلامي داود الشريان بنفس الطريقة التي يعامل بها ضيوفه الغائبين عن الحوار، بوضع اسمه على الكرسي المخصص له، كانت أجمل ما في أكشن حلقة حوار نماء على قناة دليل، وغير ذلك لم يكن سوى محاولة الاقتصاص من المذيع في قناة يملكها أحد الذين أورد أسماءهم كمحرضين على القتال في سورية وهو الشيخ سلمان العودة، ولعل هذا الأمر هو الذي جعل الشريان يغيب على الأرجح.
حضور الدكتور محسن العواجي في الحلقة كان متزنا وهادئا، وبلغ به اللطف أن طلب من مقدم البرنامج أن يرفع اسم الشريان من الكرسي، احتراما لظروفه وغيابه، لكن شيخ المتابعين في تويتر محمد العريفي، قدم صورة ناصعة للداعية الفوقي الغاضب، فلم ينطق لمجرد النطق اسم الشريان طوال مدة مشاركته، وكان يسميه المذيع، كأنه نكرة وهو أصلا سبب وجوده على الهواء في هذه اللحظة، وحتى دموع الأم الثكلى أم محمد لم تسلم من تعاليه وسخريته.
حاول العريفي أن يرد التهمة عن نفسه، فقال إنه لم يدع إلى الجهاد في سورية، خاصة في خطبته الشهيرة بمصر، لكن الخطبة ما زالت موجودة على الشبكة وفيها دعاء إلى النفير، وراح يبشر بعودة الخلافة، وحينها غضب المصريون وطلبوا منه أن يدعو السعوديين إلى الجهاد، وقبل ذلك كان يدعي أنه يرى الملائكة تقاتل مع المجاهدين في سورية، فلماذا لم يكن شجاعا بالقدر الذي يعترف فيه أنه أخطأ على أقل تقدير.
الشريان أصبح نجما جماهيريا لا يقل جماهيرية عن العودة والعريفي، وهذا الأمر هو الذي جعلهم يغضبون إلى هذا الحد، وتكون هذه ردة فعلهم، فهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها هؤلاء بأنهم دعاة جهاد ومحرضو قتال، وكم من المقالات والبرامج التي تطرقت إلى هذه القضية وبالأسماء، لكن داود وصل إلى قلوب العامة تماما كما فعلوا، أي أنه دخل إلى سوقهم الذي يربحون فيه، ثم قلب عليهم الطاولة.