كما ودع الأعشى هريرة في معلقته الشهيرة وهو لا يطيق وداعها، ودع العكاظيون مساء أول من أمس خيمة عكاظ وفعالياتها المنبرية، وآخر عرض مسرحي لمسرحية الأعشى لهذا العام.
ووقف الكثير من زوار السوق وضيوفه كمن وقف على الأطلال من قبلهم يتذكرون خيمة النابغة ومسرحها وأطلالها لحين العام القادم.
وتساءل عدد من كتاب المسرح والمخرجين والمهتمين بالشأن المسرحي عن مصير خيمة عكاظ التي ستظل مؤصدة الأبواب لعام كامل ومسرحيات سوق عكاظ والتي تعرض لمدة 5 أيام ثم تختفي وكأنها لم تكن.
وقال الكاتب المسرحي محمد السحيمي: إنه سبق أن اقترح أن يكون مهرجان سوق عكاظ زبدة العروض الحافلة لمدة عام، مشيرا إلى أنه يفترض أن تكون مسرحية الأعشى قد عرضت على مدار السنة في عكاظ وغيره بحيث يكون وقت سوق عكاظ الرسمي مجرد زبدة وختام للأنشطة التي قدمت خلال العام عن شخصية السوق ويتم اختيار أحسن ما قدم ثم يعاد عرضه للجمهور مرة أخرى.
وبين أن الكثير يشدون الرحال للرياض والطائف لمشاهدة العروض المسرحية ومن حق أهالي المنطقة أن يشاهدوا العرض أكثر من مرة، ومن حق المهتمين بالمسرح أن يشاهدوا العمل ولا يكتفى بمرة أو ثلاث مرات للعرض المسرحي (حسب رأيه). وقال: إن العرض بهذه الطريقة يولد ميتا. وشدد على ضرورة التنسيق مع جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة لتقديم أفضل عرض لـعكاظ والمسؤولون يختارون أفضل العروض المسرحية التي قدمت. وقال لماذا لا نتيح الفرصة للفرق المتنوعة بكل جمعية، فلدينا 13 جمعية للثقافة والفنون لتجري بينهم مسابقة للعرض المسرحي لعكاظ، وقال إن مهرجان سوق عكاظ ليس مناسبة محلية فقط بل عربية وهي في وجه البلد ولا بد أن نقدم أفضل ما لدينا مشيرا إلى أن سوق عكاظ سابقا كان يقدم صفوة ما لدى العرب لمدة عام من الشعر وغيره.
بدوره قال المخرج المسرحي الدكتور شادي عاشور: إنه ينبغي على وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام أن تعرض أبرز الندوات والأمسيات الشعرية وكذلك مسرحية عكاظ الجيدة طوال العام، وفي جميع مناطق المملكة. وأكد على أهمية أن تكلف جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة بعرض العمل خلال العام ويكون على هيئة مسابقة بين الفرق والجمعيات بحيث تنتج عملا يعرض بسوق عكاظ الرسمي برؤية جديدة ونص وشكل جديد لمدة 10 أيام ويكون كل يوم مسرحية بحيث تشارك كل جهة من الجمعيات أو الفرق الأهلية المنتقاة ومن خلال هذه العروض تكون هناك جوائز لأفضل نص مسرحي وأفضل منتج ومخرج وممثل وكاتب.
من جانبه قال الكاتب المسرحي رجاء العتيبي لا بد أن يسند الأمر لأهله بالنسبة للمسرح العكاظي ويعطى مالا ووقتا كافيين. وأضاف أنه لا بد أن يترك أمر مسرح عكاظ للمسرحيين أنفسهم.
واقترح الكاتب والباحث حماد السالمي أن تكون هناك إدارة ثابتة للسوق مهمتها المحافظة على البنية التحتية للسوق من العبث والتخريب وكذلك الاستفادة من المنجزات التي بمقر السوق ومنها الخيمة العكاظية في الفعاليات المختلفة التي تشهدها مدينة الطائف على مدار العام.