أكد الفنان محمد المنيع بأن الدراما الكويتية والخليجية وحتى باقي إنتاجات الدراما العربية، تحتاج إلى الشفافية وصدق أكبر في نقل الصورة الحقيقية عن مجتمعاتها. وقال المنيع لـالوطن: ليس المقصود من ذلك أن تنقل ما يحدث بشكل مطابق لما في الواقع، بل أن تحاول أن تنقل صورا درامية تتغلغل في عمق المجتمع، وتجسدها بحيث تستطيع الدراما أن تمارس وظيفتها في التأثير الاجتماعي والأخلاقي والسياسي والاقتصادي والديني.
وأضاف: أعتقد أن الرقابة تتحمل جزءا من هذه المسؤولية، وليس المقصود هنا الرقابات الرسمية العربية فحسب، بل أيضا الرقابة الاجتماعية التي باتت أقوى من أي رقابة رسمية في العديد من البلدان العربية.. وأعتقد أنه لا بد من أن يكون هناك دور للحكومات في دعم الإنتاج الدرامي الحقيقي وتبني عرض هذا الإنتاج على الأقل في القنوات الرسمية، حتى لو شكلت هذه الأعمال صداما ما، فدور الفن في النهاية هو خلق حالة صدامية والمساهمة في حراك المجتمع بكافة أطيافه.
وعن رأيه في المسلسلات الرمضانية، قال المنيع إن التلفزيون تشوبه حالة من الفوضى الفكرية والنفسية التي تضر بالعمل الدرامي والمشاهد على حد سواء. وبين أنه يتابع بهدوء بعض الأعمال العربية والخليجية خارج إطار الشهر الكريم، حيث يعتقد أن الدراما العربية برمتها، وليست الخليجية وحدها، تحتاج إلى وقفة هادئة ومراجعة جديدة للذات.
وأشار المنيع إلى أن الدراما الخليجية في السنوات الخمس الأخيرة قفزت بشكل كبير ولكن على حساب النوع، بعكس الأعمال الدرامية القديمة، فعلى رغم بساطة الأدوات الفنية المستعملة آنذاك، إلا أنها كانت ذات أثر أكبر في النفس والذاكرة لاعتنائها أكثر بالنص الذي يعتبره أساس أي عمل إبداعي. وتابع: على رغم أن الكاميرا باتت تدخل البيوت، إلا أنها لم تستطع أن تنقل لنا صورة حقيقية من هذه البيوت، واقتصرت مشاهدها على الأثاث الفاخر ورفاهية الناس وصورة سطحية عن سلوكياتهم.