جازان هذه الأيام، تبدو فيها كل الأشياء ملهمةً، والفعاليات مثيرة بكل تفاصيلها، والمهرجانات لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، منظومة كعقود النرجس على الرؤوس، وكالياسمين الذي يطوق الأعناق

أثارني إعجاباً ما كتبته أختنا العزيزة الأستاذة كفى عسيري عضوة نادي أبها الأدبي على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معبرة عن جمال الحراك المختلف والمتنوع الذي يحدث في جازان بقولها: كل ما في جازان يدعو للحياة شعرها, وتفاصيلها, ودفء مشاعر ساكنيها، وقد صدقت والله فيما كتبت من كلمات معبرة عن واقع الحال في جازان.
فجازان هذه الأيام، تبدو فيها كل الأشياء ملهمةً، والفعاليات مثيرة بكل تفاصيلها، والمهرجانات لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، منظومة كعقود النرجس على الرؤوس، وكالياسمين الذي يطوق الأعناق ويزين الصدور، والناس ما بينها رائحون غادون، كأنما يرتعون بين ماء غدير شوقي الرقراق، لأن الشتاء في جازان غير، ولأن الصيف في جازان غير، ولأن الحب في جازان غير أيضاً، وكم هو ممتع أن تختلف نهاراتك ولياليك، بين مسارح الثقافة وجلسات الترفيه وجولات التسوق، وإنه لمن الرائع أن تجتمع في حضرة البحر الحالم لغات الحسن كلها، مخاطبة وجدان الزائرين ونوايا الشتاء، فهذه المرة لا شيء يعدل أن تكون في جازان الفل مشتى الكل.
إن ما تعيشه جازان هذه الأيام يشبه الأحلام بدون مبالغة، فالشواطئ مزدحمة بالزائرين، والأماكن لا تكاد تتسع لأعدادهم المتزايدة يوماً بعد آخر، ستة أيام ومازال الحراك الثقافي في جازان يزداد ألقاً، ويعلن أنه مازال للحب بقية، فها هو النادي الأدبي بجازان يتابع أنشطة موسمه الثقافي مستضيفاً على مدى ثلاثة أيام الملتقى الشعري الأول للشباب على مستوى المملكة، وهي الفكرة التي ناضل من أجل تحقيقها وترجمتها إلى أرض الواقع، رئيس النادي الحالي الأستاذ الحسن آل خيرات، وتتركز فكرة الملتقى على تقديم الوجه المتغير للمنتج الشعري، لدى الجيل الجديد الذي يمثله إنتاجهم من الشعر الفصيح، ورؤيتهم للمدلول الثقافي والروحي لفترتهم الزمنية، وهي قراءات حقيقية لمستقبل الجنس الشعري في المملكة.
لقد أثرى هذا الملتقى الشبابي كثيراً، حالة التواصل الثقافي المختلف بين الشباب بعضهم البعض، وفتح المجال لرؤية أوسع لمستقبل الثقافة في المنطقة والمملكة ككل، وهي خطوة نوعية تُحسب للنادي الأدبي قطعاً، ولم تكد تنتهي فعاليات الملتقى حتى بدأت أنشطة فعاليات جائزة السنوسي في دورتها الثانية، هذه الجائزة التي تشرف على تقديمها هيئة السياحة والآثار بمنطقة جازان، والتي تقدم التكريم على المستوى العالمي، وهذه الجائزة الاحتفائية ـ في الواقع ـ تأكيد على الروح المثقفة في جازان أرضاً وإنساناً، لتكون حبة جميلة أخرى في عقد الحراك الحالي في جازان، ومما أعجبني أيضاً أسوق مقطعاً مما كتبه الصديق الشاعر أحمد التيهاني، ضيف هذا الحراك الثقافي، والذي كتب في مقالته يوم أمس عما يحدث فقال: لكن جيزان ستبقى مع الشعر من خلال أمسيات شعرية متتالية ضمن فعاليات جائزة السنوسي، التي ينظمها مجلس التنمية السياحية، والجميع على ثقة كبيرة من أن اختيارات شاعر كمحمد إبراهيم يعقوب ستكون ممتازة كفنه القولي الممتاز.
حاولت أعلاه أن أتخلص من عاطفة الحب الجارف لجازان وأهلها.. علني أكون موضوعيا.. ولن..، وهنا أؤكد على الكلمات الأخيرة، في أننا حينما نكتب عن جازان وهي بمثل هذا الجمال، صدقوني لن نكون موضوعيين، ولن نكون منحازين إلا إلى تلك اللفتات العاشقة لكل ما هو جازاني، فاعذروني حين أكرر مستمتعاً جازان إني مـن هواك لشاكي.