لست بحاجة إلى تقمص شخصية المرأة المثالية لأعبر عن اشمئزازي من مظاهر الإسراف والبذخ في الطعام
لست بحاجة إلى تقمص شخصية المرأة المثالية لأعبر عن اشمئزازي من مظاهر الإسراف والبذخ في الطعام؛ فهذه الآفة لم تعد تقتصر على المناسبات بل أصبحت سلوكا يوميا في الكثير من المنازل للأسف، مما يشوّه قيمنا الدينية والاجتماعية والإنسانية.
إن معظم المواد الغذائية التي يتزاحم الناس في الأسواق على شرائها وتقضي كثير من النساء معظم الوقت في المطابخ لتحويلها إلى وجبات شهية، ينتهي بها المطاف غالبا في النفايات، ولا يستفيد من هذه الفضلات إنسان ولا حتى قط جائع، وكأننا ضحية لدعوة ضامر مظلوم قال: أذهب الله طيباتكم في الحياة الدنيا.
حتى شهر رمضان الذي أمرنا الله بصيامه لنتذكر الجائعين، تتضاعف فيه مظاهر الإسراف والبذخ، وكأن المراد من الصوم امتحان صبرنا على تحمل آلام التخمة، وكثرة التردد على النفايات لإتخامها هي أيضا، وقد أصابني المغص قبل سنوات حين اطلعت على دراسة تؤكد أن أكثر من 80% من الموائد الرمضانية تأكلها النفايات.
لكن يبدو أن عقوبة الإسراف الرمضاني معجلة حين اطلعت على دراسة أخرى تؤكد زيادة عدد مراجعي المستشفيات في رمضان ممن يعانون من مشاكل معوية مثل القرحة وسوء الهضم.
الزبدة: إن الجوع لدينا يختلف عن الجوع الذي يعرفه بقية البشر؛ لأن عيوننا التي لا تشبع طبّعت علاقتنا بأمراض السكر والضغط والكوليسترول، فأين المفر إذا كانت مستشفياتنا وُلدت مريضة؟!