من يراقب المشهد المصري الإعلامي وتغطياته التي تتناول كل تفاصيل المشهد السياسي المصري ببرامجه وحواراته وضيوفه، بكل النشاط الذي يملأ الأستوديوهات ومقار الأحزاب والندوات والحراك الكبير، نقاشا بمواد الدستور وبالتصويت وبناء المؤسسات المختلفة والسجالات السياسية أثناء المرحلة الثورية من 25 يناير 2011، لا بد أن يثير انتباهه ويتساءل بدهشة حول تجاهل الإعلام المصري لحالة الصمت السكونية التي تحيط بآخر ملوك مصر أحمد فؤاد الثاني! فالرجل صامت لم يدل ببيان واحد أو حتى تصريح أو مقابلة تعلق على ما يحدث.. تنتقد أو تكشف أو تشير أو على الأقل أنه موجود وبصحة جيدة، يراقب وبين الأيادي، في الوقت الذي أمل شخص كعمرو خالد ذات يوم، أن يحكم مصر فأسس حزبا سياسيا وشرع في بناء مشروعه.
رحل مبارك وجاء المجلس العسكري.. شفيق، مرسي، صباحي، أحمد علي، خيرت، المرشد، السيسي.. أسماء كثيرة تأتي وتروح، تعبر المشهد المصري التاريخي سياسيا واجتماعيا، تمني نفسها بلحظة التتويج. كثيرون يتحدثون عن مصر ومستقبلها وأناسها وأدوارها، رجال دين، سياسون، انتهازيون، رجال أعمال، مثقفون، سوقة، سائقو تاكسي، هامشيون.. الكل يبدي رؤيته فيما يجب أن تكون عليه مصر. الدول الإقليمية لها مشاريعها بهذا الأمر، الدعاة، المحرضون، المزايدون، أي حد معدي قادر على رسم خرائط الطريق إلا ملك مصر أحمد فؤاد الثاني ابن فاروق. حتى الذين عاشوا حياتهم لمدة طويلة خارج مصر كأحمد زويل والبرادعي، لم تمنعهم تلك القطيعة من الاندماج بالحدث كاملا. الجميع بحث عن دور في الفراغ الكبير إلا ملك مصر، فضل العزلة والابتعاد والصمت وكأن الموضوع لا يثير، وغير جدير بالعناء!
لكن إذا كان حكم مصر جعل من شخص كعمرو خالد يفكر في الأمر، فما الذي يمنع أحمد فؤاد الثاني وهو وريث السلالة وملك البلاد الذي حكمها طفلا لعام واحد، من أن يفكر بالأمر؟ سؤال محير.. والمصريون في إعلامهم وبرامجهم لا يبحثون عنه.