أروى الزهراني
كثير ما نقابل في حياتنا أشخاصا نشعر بقربهم، فإذا بنا نرسم لهم طريقة محددة لدورهم في حياتنا ونتوقع منهم أن يسعوا لإسعادنا، ليس فقط لأننا افتقدناهم في الماضي بالرغم من كونهم كانوا مجهولين لنا بل لحاجتنا لهم وتأثيرهم الوهمي علينا.
هنا تبدأ أسوأ مراحل اللامتوقع، فنبدأ نعيش في هذا الوهم الذي يبدو جميلا للوهلة الأولى، إلا أنه قد يدمرنا ويوهن ذاتنا.
أسوأ ما قد يفعله الإنسان هو أن يربط سعادته بغيره وأن يقسم روحه لجزأين.
مفاهيم السعادة تختلف من شخص لآخر، وهنا لا ننسى قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): من بات آمناً في سربه معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها.
فيقول علماء النفس المعاصـرين بأن السعادة هي تلك التي تنبع من داخـل الفرد وليس من أشخاص محيـطين بنا أو أشياء نملكها؛ لأن سـعادتها سرعان ما ستخـتفي وتفـقد قيمتـها وتسبب لنا خيبة الأمل.
وقال الدكتور ديفيد اسكادا الاختصاصي في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة: إن الإنسان هو صاحب السلطة على حياته وأن الأمر الأساسي هنا هو أن تأخذ القرار وتبدأ.
وأخيرا فالسعادة كما يقول علماء النفس هي: شعور أي أنها ليست مرئية لنرمز لها بسرد معين من التعريفات أو القوانين، فالإنسان لا يصل لقدر معين من السعادة ويكتفي لأنها غاية لا تتوقف، فالسعادة تكمن في السلام مع النفس والعقل.