أكد الخطاط المصري أحمد الهواري والفائز بالمركز الثاني بمسابقة عكاظ في الخط العربي العام الماضي 2012، أن الخط العربي ارتبط بالحرف القرآني المقدس وخصت به الأمة الإسلامية عن سائر الأمم وخرج الحرف من معناه اللفظي إلى شكل جمالي، مشيرا إلى أن الخط العربي يخاطب البصر بجماله واللسان بنطقه فهو أقرب الوسائل في التعبير وأقواها وأجملها على الإطلاق، وتفتحت أمامنا عوالم جديدة من الإبداع الفني ينفرد بها الخط وهي إثراء المشاهد في شكل حروفي جميل.
وفي حديث إلى الوطن ذكر الهواري أن بدايته في المدرسة الابتدائية الأزهرية عندما بدأت عينه تتفتح دون أن يدري على اللوحات الموجودة بشوارع بلدته، كان يشعر بمتعة وجدانية تعتريه فظل يتفكر كيف تكتب هذه اللوحات، فوقعت في يده لوحة مشهورة لحليم أفندي ولم يكن يعرف حتى اسم الخط ولا الخطاط، واللوحة هي هو الله، فبدأ يكتبها على سبورة المدرسة بالطباشير، ومن ثم التحق بمدرسة تحسين الخطوط العربية بمحافظة دمياط، فحصل على دبلوم الخط العربي وكان من أوائل الجمهورية المصرية، ثم تم تكريمه من الجمعية المصرية للخط العربي ومن وزير التعليم ومجلس رئاسة الوزراء، وفاز بالمركز الثاني بجائزة سوق عكاظ الدولية بالسعودية، ومكافأة في مسابقة إرسيكا التاسعة باسم أكمل الدين إحسان أوغلو بتركيا، وله مشاركات في الكثير من المعارض الدولية والمحلية.
عمل الهواري بدراسة مشق محمد شوقي رحمه الله في الثلث العادي والنسخ، واعتمد في دراسته لخط الثلث الجلي وعلى التشريح للحروف التي كانت في كل مرة تفتح له آفاقا جديدة من الرؤية، فاستخرج حروف سامي أفندي وقام بدراستها وأحدث مقارنات كثيرة بين سامي أفندي وتلامذته ودرس نموذجية حروفه، وطريقة التشريح تؤتي ثمارها بشكل لافت لأن قضية تعلم الخط العربي تعتمد على الفهم العميق والدقيق لاتجاهات القلم في كل جزء من الحرف فحينما تربط شكل الحرف العام باتجاهات القلم في أجزائه أخرجت حرفا سليما، فالخط وخاصة خط الثلث الجلي له قواعد صارمة لا ينبغي الخروج عنها.