لم تكن رحلة المصور السعودي المحترف جميل البخيتان إلى قارة أفريقيا محفوفة بالورود وقرع الطبول الراقصة في القارة السمراء، ذات الطبيعة الخلابة، ولكنها مع قليل من الغفلة محاطة في بالمخاطر، ومع هذا الجو المليء بالافتراس فَضّلَ البخيتان قضاء أوقات طويلة، متنقلاً بين الغابات، لا يمتلك سلاحاً يدافع به عن نفسه، سوى مجموعة من العدسات الفنية، التي التهمت بفتحاتها عشرات الأسود والنمور واستطالت أعناق الزرافات.
وخلال استعراض البخيتان صوره لـالوطن أكد أن الرحلات التصويرية إلى الأمـاكن الخطرة بيئياً ليست بالقرار السهل، على الرغم من وجود المرشدين، يبقى هاجس المباغتة والمفاجأة من الوحوش هو الهاجس الذي يلاحـق ذهنية المصور، فالغابات الأفريقية – خصوصاً في جمهورية جنوب أفريقيا - ساحرة بطبيعتها لاستثمار كل دقيقة في النهار.
وبيّن البخيتان أن الطبيعة وحدها كفيلة بأن تهدي العدسة مئات اللقطات، فهناك آلاف الوحوش التي حشرت في غابة واحدة، ولكن الأمر يتطلب مالاً كثيراً من المصور، إضافة للمتاعب وحواجز اللغة، لكنها مغامرة يكتسب المصور منها تجربة فريدة في تصوير الحياة في الغابات المفتوحة خلال بقائه في اليوم لأكثر من 12 ساعة، واختارالبخيتان زميله المصو عبدالغني الوحيمد لمرافقته في رحلته.
وتمنى البخيتان أن تضيف رحلته هذه شيئاً للعدسة السعودية التي بدأت تجوب أرجاء المعمورة، بحثاً عن هذا الفن الجميل.