الرياض: مروان الطريقي

دعا مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مبتعثي المملكة إلى الخارج، لئلا يكون همهم من خلف الابتعاث مفارقة البلاد، شادا على أيديهم بضرورة استغلال هذه الفرصة للعودة إلى المملكة مجددا، قائلا إن بلادكم في انتظاركم.
وجاء حديث المفتي الموجه للمبتعثين خلال خطبة الجمعة أمس، والتي ركز خلالها على استئناف الموسم الدراسي الجديد، والذي سيبدأ غدا الأحد.
وشدد آل الشيخ على وجوب أن يعي المبتعثون أن ابتعاثهم جاء ليحقق مصلحة لأمتهم ومستقبلهم، مؤكدا على ضرورة استغلال الوقت وألا يكون همهم مفارقة البلاد، وأن يجعلوا بقاءهم وأهدافهم محددة. وأضاف مخاطبا إياهم: اجعلوا همكم أن تزدادوا علما ومعرفة، فبلادكم ترتقبكم وتتطلع إليكم وإلى علومكم، لافتا إلى أن المجتمع بحاجة إلى أبناء المسلمين أولئك الذين صلحت أعمالهم واستقامت أحوالهم وحملوا علما نافعا للأمة في كل مجالاتها اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وعلميا. رجال ذوو علم ومعرفة يتولون زمام الأمور ليكونوا دعاة خير وأن يبنوا المجتمع على أسس من الأخلاق والكرامة.
وزاد في نصائحه للمبتعثين بالقول: يجب على أبنائنا المبتعثين أن يحددوا مسؤوليتهم وليعلموا أن كل عام يمضي من غير فائدة فذاك ضرر عليهم ونقص عليهم وعلى أمتهم، فلا بد أن يحددوا أهدافهم ويغتنموا أوقاتهم بكل جهد ليعودوا إلى بلادهم حاملين علما نافعا وتوجيها سليما وثقافة راسخة وعلوما متنوعة ليساهموا في بناء المجتمع.
وفي سياق الخطبة ذاتها، حذر مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، الطلاب من دعاة السوء.. وقال: احذروا جلساء السوء ودعاته الذين يثبطونك عن العلم ويحيلون بينك وبينه ويدعونك للكسل والخمول والنوم الطويل والإعراض عن التعليم والاشتغال بالرذائل، فاحذروا أولئك، مطالبا الطلاب بأن يكونوا ذوي همة عالية.
وتابع: ولتكن آمالكم آمالا عظيمة طويلة المدى واحذروا دعاة المخدرات والمسكرات ودعاة الشر والفساد الذين لا خير فيهم، فجالس من يعينك على العلم والمعرفة وابتعد عن من يثبطك عن العلم.
واستغل آل الشيخ بدء الموسم الدراسي الجديد غدا الأحد، بتوجيه نصائح للطلاب، وقال: يستقبل أبناؤنا وبناتنا عاما دراسيا جديدا، منهم من تكون هذه أول خطوة يخطوها للتعليم ومنهم من قطع شوطا ومنهم من هو في نهاية التعليم، مضيفا: إن مع تجدد الأعوام تتجدد المسؤولية، فالمسؤولية أمام الله عظيمة فعلى كل من خوله الله شيء من شؤون المسلمين لا سيما الجانب التعليمي أن يراقب الله حقا المراقبة في هذه المعاهد والجامعات.
وخاطب المفتي المعلمين والمعلمات قائلا: الرسالة عظيمة والمسؤولية كبيرة، تربية هذا النشء أبناء اليوم وقادة المستقبل، لا بد من تربية أخلاقهم وتزكية نفوسهم وغرز الفضائل فيهم، فأبناؤنا وبناتنا أمانة في أعناقكم.
وتابع: يا أيها المعلم الكريم إن رسالتك عظيمة شريفة إن اتقيت الله، وأوصيك بتقوى الله والعناية بأبناء المسلمين، لا سيما في هذا العصر الذي كثر فيه الشهوات وكثر التلقي من جميع الوسائل ما بين قنوات فضائية وإنترنت وجوال ووسائل الاتصال الاجتماعي، وأن تعلمهم الخير وتحثهم عليه، وكلما شعرت من أبنائنا انجرافا في سلوك أو عقيدة فعليك أن تعالج القضية بحكمة ورفق ولين، فإنه إذا تركنا شبابنا تنخر فيهم هذه المواقع وتفسد أخلاقهم فإنه بلاء عظيم.
وقال: يا أيتها المعلمة أتقي الله في فتياتنا، علميهن الخير والصلاح والعفة والنجاة والأخلاق الفاضلة.