أن تجد مشجعي كرة القدم أكثر الناس شغفاً وتعلقاً، فلن يكون ذلك بمثابة السر، فالوقت الذي يكرسونه لهذه الرياضة يتجاوز ما يمكن أن يتصوره عقل، وهو ما كشفته دراسة أجراها الاتحاد الإنجليزي أخيراً توصلت إلى أن 52% من المشجعين الإنجليز يفكرون في الكرة مرة على الأقل كل دقيقة، حتى أكثر من تفكيرهم في مسألة الطعام، وبنسبة مماثلة تقريباً أفصحوا أن الكرة تشغلهم أكثر من العمل، وأكد 19% منهم أنهم يتابعون أخبارها ومستجداتها كل دقيقة.
ليس ذلك فحسب بل اعترف 94% منهم أنهم يخططون لعامهم استناداً على روزنامة الموسم الكروي، وحتى لا يفوتوا مشاهدة أي لقاء، يحجز 89% مواعيد إجازاتهم السنوية على هذا الأساس، ولن تستغرب أبداً عندما يتخلف مشجع ما لآرسنال عن حضور حفل زفاف شقيقته أو احتفال ميلاد صديقه لأن فريقه يخوض في توقيت واحد مباراة في البريميرليج، كون الدراسة أظهرت أن 91% من المشاركين فيها على استعداد تام لإلغاء مخططاتهم بسبب كرة القدم. نتائج البحث التي أطلقت رسمياً كجزء من احتفالات الاتحاد الإنجليزي بمناسبة مرور 150 عاما على تأسيسه، أظهرت أيضاً أن 63% من هؤلاء المشجعين أكدوا أن كرة القدم هي المحور الرئيسي لأحاديثهم الجانبية مع أصدقائهم ورفاقهم، وفيما أوضح أكثر من نصفهم (57%) أنهم يعايشون انطواء عرضيا خلال أشهر الصيف وتحديداً بعد إسدال الموسم الكروي ستار النهاية، اعترف 53% منهم بأن بداية الموسم الجديد تشكل الموعد الذي يتطلعون إليه أكثر من سواه كل عام، ويعدونه الأكثر سعادة وتفاؤلاً.
النتائج المدهشة التي توصلت إليها الدراسة أظهرت أن 59% من المشجعين يتلقون رسائل مباشرة إلى هواتفهم المحمولة أو بريدهم الإلكتروني تزودهم بالأخبار العاجلة المتعلقة باللعبة، وخلال توقف المنافسات تشكل الانتقالات الصيفية المصدر الوحيد للمتعة لـ52% منهم، وكتعويض لافتقادهم أجواء المباريات وإثارة ملاعبها يلجأ 41% من المشجعين إلى ممارسة كرة القدم أكثر خلال الصيف.
وجاء الجانب الأكثر إشراقاً في هذه الدراسة، حينما أفصح 60% من المشجعين أن كرة القدم تمنحهم شبكة تواصل اجتماعي قوية، واعترف معظمهم أن علاقات الصداقة بالآخرين التي تشكلت من خلال كرة القدم هي الأقرب إليهم والأكثر ثباتاً واستمرارية، وقال 68% منهم إن الكرة تشكل أرضية مشتركة لأشخاص تختلف طباعهم وخصائصهم، وتغرس روح المجتمع بين الناس.