جدة: ياسر باعامر

أوضح المدير التنفيذي لمنظمة سورية دعم الدكتور بشر عبدالإله، أن معظم اللاجئين السوريين يعانون من البطالة، ويرون أنفسهم عبئا على المجتمع، مضيفاً أن تداعيات الانهيار النفسي، ستؤدي بهم إلى عالم الجريمة المنظمة، مطالباً في حديثه إلى الوطن بتدارك هذا الوضع عبر تكثيف جمعيات الدعم النفسي لوجودها بمخيمات اللجوء خاصة في الداخل. ودعا المدير التنفيذي للمنظمة التي تعمل في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، المنظمات السورية بالتفاعل العقلاني مع القضية، والتركيز على التخصص باعتباره العامل الوحيد الذي يصنع البصمة للاجئين. ورداً على سؤال لـالوطن عن سبب تراجع عمل المنظمات الدولية داخل سورية، أرجع عبدالإله ذلك إلى ارتفاع نسبة الخطر في تلك المخيمات، جراء عمليات القصف على تلك المواقع، وقال هناك منظمات أخرى للأسف ما زالت تتعامل مع النظام الأسدي، حيث تقدم كل خدماتها عن طريق الحكومة السورية التي تصرف تلك الأموال في تخصصات أخرى بعيدة عن العمل الإنساني.
وطالب عبدالإله منظمات الأمم المتحدة بتنشيط عملها في مخيمات اللجوء الداخلي والخارجي، واصفاً عملها في الداخل السوري بالدور الإشرافي فقط، وأضاف جميع المنظمات العاملة في الداخل هي محلية، وقائمة على جهود شخصية أكثر من كونها منظمات مؤسسية.
وفرق المدير التنفيذي لمنظمة سورية دعم بين اللجوء والنزوح، إذ اعتبر أن كليهما تهجير قسري بسبب ظروف معينة مثل الكوارث والحروب، إلا أن اللجوء هو الذهاب إلى دولة أخرى مجاورة، بينما النزوح هو الخروج من منطقته إلى منطقة أخرى داخل الحدود، مشيراً إلى أن مخيمات بداخل سورية تفتقر بشكل كبير إلى عملية الإدارة المنتظمة وإدارة الكوادر وعدم وجود الموارد المالية التي تدعمها، بخلاف مخيمات اللجوء خارج سورية.
تخصصت منظمة سورية دعم، في مجال تقديم خدمات الإيواء المختلفة للنازحين واللاجئين في داخل سورية، حيث تخصصت كمحور استراتيجي في عملها على توفير مقوم السكن، ويعتبر مخيم باب الهوى الذي أنشئ في فبراير من العام الجاري، ويحتوي على 420 خيمة تستوعب ما يقارب الـ3500 نازح يتلقون خدمات مساندة مثل التعليم والعلاج والغذاء.
وانتقد الدكتور عبدالإله عمل بعض المنظمات في التعامل مع معظم النازحين، مؤكداً أنها لا تسعى إلى تأهيلهم، وقال حياة النازحين معطلة، وحاولنا المساهمة في تأهيلهم، فوظَّفنا كثيرا منهم في المخيم كإداريين بمرتبات مالية، ونحن الآن بصدد إقامة مشاريع إنتاجية لهم، مثل معامل النسيج ومصانع الحرف اليدوية وغيرها، بهدف تحويلهم إلى مربع الإنتاج ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع مرة أخرى.
في سياق متصل، أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان، في بيان تسلمت الوطن نسخة منه، أن زيادة النزوح الداخلي شكَّلت ضغطاً على معظم المدن الكبرى، خاصة دمشق وحلب وحمص، الشيء الذي أجبر السكان على ترك مجتمعاتهم المحلية بحثاً عن ملجأ آمن خارج بلادهم.
وأعرب الصندوق عن قلقه حيال آثار التصعيد الأخير للعنف في دمشق وما حولها، خاصة على النساء والفتيات وأسرهم في المناطق التي تتعرض لإطلاق النار.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 40 ألف لاجئ نزحوا من سورية إلى إقليم كردستان العراق خلال الأسبوع الماضي، في حين ينتظر آلاف آخرون الدخول إلى المنطقة، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.