الوقت الذي تستغرقه في قراءة هذا المقال يبدو كافياً لتداول عشرات الأكاذيب الجديدة حول الطفلة لمى التي ابتلعتها بئر مهملة تبعد 20 دقيقة عن محافظة حقل.
الوقت كاف أيضاً للمزيد من الاقتراحات الباردة، التي ? تخلو من ا?ستعراض وحب الظهور، بل والتندر من الإمكانات الضعيفة للدفاع المدني.. بعض تلك المقترحات أتى من مسؤول كبير في بلد مجاور.. يشير خلاله إلى لجوء إحدى دول الخليج لهم للمساعدة في عملية إنقاذ!!
ضغط الرأي العام سيزداد مع كل دقيقة يتأخر فيها إنجاز هذه المهمة.. وستعلو الأصوات التي تتساءل عن ميزانية الدفاع المدني وإمكاناته ومدى مهارات منسوبيه.
التفاعل التقليدي مع مثل هذه الحوادث ? يتناسب أبداً مع تطلعات المجتمع وقدرات الوطن!
الناس يتساؤلون عن سبب التأخير في حفر بئر ? تتجاوز 40 مترا.. يستغربون من عدم ا?ستعانة بفرق دولية متخصصة في الإنقاذ منذ الساعات الأولى.
في الجانب الإعلامي أيضاً كان هناك تخبط في إدارة الأزمة وعدم وضوح للمعلومة.. في البداية برز التشكيك في حقيقة وجود الطفلة في البئر، مما فتح الباب لرواد العالم السفلي، والمتحدثين باسم الجن.. ومسوقي الأحلام وتأويلاتها! وبالأمس، اختار الدفاع المدني أن يبقى الأمر معلقاً أيضاً وهو ينفي ويؤكد - في بيان واحد- مصير تلك الصغيرة.
يكشف البيان الذي نفى في مقدمته العثور على جثة الطفلة أن هناك مؤشرات كبيرة وقوية جداً تؤكد على وجود جثتها في البئر، مثل الرائحة وأيضاً العثور على الدمية التي كانت معها قبل سقوطها في البئر!
مسؤولو الدفاع المدني مطالبون بالشفافية والشجاعة.. فمسألة الحديث عن نقص الإمكانات أهون كثيراً من الصمت وخسران ثقة المجتمع بهم. والحديث الصادق عن الأخطاء الفردية - إن وجدت- أفضل ألف مرة من محاولة التكتم وفقدان المصداقية.
معظم المواطنين يقدرون تضحيات رجال الدفاع المدني، ويستشعرون إنسانيتهم وحرصهم.. وفي نفس الوقت يطالبون بمنحهم كل ما يحتاجونه من إمكانات تساعدهم على القيام بمهامهم الكبيرة.