الصحة تخالف نتائج الخبراء الهولنديين مع ترجيح احتمالية تورط حيوانات أخرى
خالف خبراء سعوديون النتائج التي توصل إليها باحثون هولنديون، والتي أشارت إلى أن الإبل هي المسبب لفيروس كورونا. وخرجت نتائج فريق من الباحثين في وزارة الصحة بالتعاون مع جامعة أميركية لتظهر أن الخفاش أو ما يسمى بـطائر الوطواط هو المسبب الرئيس للكورونا.
وقد أجرى الفريق السعودي هذا البحث، بالتعاون مع جامعة كولومبيا الأميريكية ومختبرات إيكو لاب الصحية في الولايات المتحدة الأميركية كذلك، والذي توصل إلى عزل فيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد MERS-CoV من إحدى العينات التي تم جمعها سابقا من الخفافيش بالمملكة.
وقد أشارت دراسة بهذا الخصوص إلى أن فحص البلمرة الجزيئية الخاص بالفيروس قد تم إجراؤه على عينات جرى جمعها من 96 خفاشا حيا تمثل 7 فصائل مختلفة، وأيضا على 732 عينة من مخلفات الخفافيش في المناطق التي سجلت فيها حالات مؤكدة للمرض في المملكة، حيث أظهرت عينة واحدة من خفاش حي آكل للحشرات وجود تركيبة جينية مطابقة 100% لفيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد MERS-CoV، والذى شخص في أول حالة سجلت في المملكة.
كما أظهرت الدراسة أيضا وجود فيروسات متعددة أخرى من فصيلة كورونا في 28% من العينات التي تم فحصها. إضافة لذلك فقد خلص الباحثون إلى أن الخفافيش قادرة على احتضان عدد من الفيروسات مثل فيروس الكلب والسارس والهندرا، وأن وجود تركيبة مطابقة لفيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد MERS-CoV يجعلها أيضاً حاضنا محتملا لهذا الفيروس.
وأشار الباحثون إلى أنه نظرا لامتداد الحالات المؤكدة بين البشر في رقعة جغرافية واسعة فإن احتمال وجود الفيروس في حيوانات أخرى هو احتمال قوي ويحتاج إلى مزيد من الأبحاث الموسعة.
كما أشار الفريق إلى أهمية دراسة طريقة انتقال الفيروس من المصدر الحاضن إلى الإنسان (من الحيوانات التي يمكن أن تكون وسيطاً بين الخفاش والإنسان).
وأشار وكيل وزارة الصحة للصحة العامة وأحد أعضاء الفريق الباحث الدكتور زياد بن أحمد ميمش لـالوطن، أن الدراسات التي أجريت أثبتت أن فايروس كورونا يوجد لدى الخفافيش وهي المسببة لهذا الفيروس، وقال إنه تم أخذ عينات من الخفافيش من مناطق مختلفة من المملكة وأرسلت للخارج لفحصها، وأكد ميمش في تصريحه أن الإبل لم تكن من مسببات الفيروس في المملكة، وأشار إلى أن هذه الدراسة التي تتحدث عن الإبل تم إجراؤها في عُمان ومناطق أخرى خارج المملكة، والتي تبين من خلالها أن هناك مضادات حيوية ضد الفيروس لدى الإبل، ولم تبين وجود الفيروس نفسه.
وذكر ميمش أن الدراسة التي أجريت على الخفافيش أثبتت أن الفيروس نفسة موجود في العينات التي تم فحصها على فصائل متنوعة من الخفافيش وكان وجوده واضحا أثناء الفحص، وحول طرق انتقال الفيروس من المصدر الحاضن إلى الإنسان، ذكر ميمش أن النظريات والبحوث التي أجريت لم تبين حتى الآن طرق انتقاله إلا أن الدراسات ما زالت مستمرة حول طرق انتقال الفيروس، مشيرا إلى أن الدراسات التي تجرى والمعلومات التي يتم اكتشافها بواسطة الخبراء ستحد من انتشاره وتساعد الخبراء في التعامل معه والتقليل من حالات الإصابة به.
يذكر أن فريق الدراسة قام خلال زيارات ميدانية استمرت 6 أسابيع في الفترة بين أكتوبر 2012 وأبريل 2013 بجمع ما يزيد على ألف عينة من 7 فصائل مختلفة من الخفافيش، التي تعيش في المناطق التي سجلت فيها حالات إصابة بشرية بالفيروس. كما ويعكف نفس الباحثين حالياً على تسجيل نتائج دراسات أخرى تم إجراؤها على عينات مختلفة من الحيوانات.