لماذا لا يتم الحديث عن المرأة إلا من ناحية المظهر؟ لماذا لا يتحدثون عن أن المرأة تنتظر الكثير من الحقوق؟ لماذا لا يعمل 'منقذو المرأة' ـ من التيارين ـ على حقوق المرأة؟
انتشر مؤخراً فيلم وعظي، يحكي عن العباءة التي تباع في الأسواق، ويصورها على أنها أشبه بفستان، وكل هذي الديباجة المعروفة.
أتفق معهم أن هناك عباءات كأنها فعلاً فستان، ولا تؤدي الغرض المطلوب من لبس العباءة، التي هي دخيلة علينا أصلاً ـ كما قالوا في المقطع المرئي ـ حيث كانت جداتنا يرتدين الجلابيب الوسيعة الساترة، التي نراها في أغلب الصور الفوتوجرافية القديمة، سواء عند آبائنا، أو التي التقطها الرحالة، لكن ما لم يعجبني في هذا المقطع تركيزه على كون المرأة مخدوعة مظهرياً فقط، لماذا لا يتم الحديث عن المرأة إلا من ناحية المظهر؟ لماذا لا يتحدثون عن أن المرأة تنتظر الكثير من الحقوق؟ لماذا لا يعمل منقذو المرأة ـ من التيارين ـ على حقوق المرأة؛ حقوقها التي ستكفل لها الحماية من الجدل الذي يرميه كل طرف على الآخر، بما أن النساء الآن لا ينقصهن إلا قانون مجتمعي يحمي حقوقهن التي أتى بها الدين الإسلامي، وأنا لا أقول هذا من فراغ؛ ففي أثناء تأدية عملي في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وتجهيزي لفعالية من فعاليات الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، حدث معي موقف كل تفاصيله تقول حقاً لقد خدعوك فما حدث ليست له إلا دلالة واحدة، نستنتجها معاً في نهاية سردي لما حدث، كنت أقف أمام أحد منازل الملك عبدالعزيز التاريخية الطينية في المربع، أنتظر أن يفرغ العمال شحنتهم، وإذا برجل.. أقصد ذكر داكن البشرة، قصير ملتح يرتدي نظارات طبية، وفروة على ثوب نوم، يتهجم علي تارة باللفظ وتارة بالتهديد بالاعتداء الجسدي، حيث قال بالنص: والله لا أشرحك، وأخذ يبحث في جيوبه، مما أجبر العمال على إبعاده.. كل هذا حدث على مرأى ومسمع من الجميع، وفي وضح النهار، حيث كان من الطبيعي أن أستنجد بمركز الشرطة، وبخاصة أن رجال أمن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي لم يكن لهم وجود في لحظتها، فكم هو مضحك أن تهدد شخصا قام بتهديدك بالتشريح، ولكل من لم يعرف معنى التشريح هو: الاعتداء عليك جسدياً بأداة حادة أقل ما تحدثه لك هو قطع في الجلد؟.. الذي أظنه أن معناه كان غير مفهوم لدى مركز الشرطة، لأنها لم تصل إلى المكان الا بعد ساعة إلا ربعا من المكالمات المتكررة، والطريف أيضاً أنه في أثناء إحدى مكالماتي للمركز، سألني عن موقع دارة الملك عبدالعزيز! وعن مركز الملك عبدالعزيز التاريخي! خاتماً كلامه بـ:أسمع صوت رجال جنبك عطيني أكلمه! هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ انتابتني حالة من الذهول.. لم أصدق ما سمعت، أعدت عليه السؤال أملاً مني في تغير الإجابة، التي كانت نفسها مع الأسف، سألته ما علاقة الرجل الذي سمعتَ صوته بشكواي؟ كان الرد: ما نحكي مع حريم.. هنا قامت أنوثتي وكبريائي وعقلي وقلبي ولم تقعد، هل هو جاد في كلامه في وقت لا يحتمل المزاح! تذكرت وقتها فوراً مركز الشرطة الذي يحتاج محرما أو عضو هيئة لتقديم بلاغ، إذا كنت امرأة، فانفجرت عليه بالهاتف: هل يعقل أنا صاحبة الشكوى والمعتدى عليها بالغة عاقلة متعلمة تعليما عاليا أتجاوز الثلاثين من العمر موظفة مسؤولة ولا يُعتد بكلامي!
وصل في لحظتها ولي أمري قبل وصول أفراد المركز للمكان، وبعد أن قام أحد رجال أمن مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بإطلاق المعتدي، بحجة أنه يعرف مكانه ويستطيع أن يأتي به في أي وقت! وصلت الدورية التي كان لاحول لها ولا قوة إلا أن أخذتنا للقسم لتحرير محضر، ومنذ عشرة أيام حتى الآن لم يتم القبض عليه، رغم تصويري له ومعرفة وعلم مركز الشرطة بهذه المعلومات!
أفلا نحتاج مقطعا مرئيا يقول: لقد خدعوك قانونياً؟