نحن شعب طيب وكريم.. بل إن هذا الشعب يعد أحد الشعوب القليلة في العالم الذي يعد الكرم والطيبة والنخوة والفزعة وعمل الخير في صميم ثقافته وموروثاته، بل وجيناته التي تطبع تصرفاته!
وما زلت أقول لو طلب مني أحدهم أن أصف الشعب السعودي بكلمة واحدة لقلت له إنه شعب طيب.. لا يحقد على أحد.. لا يضمر في نفسه الكراهية لأحد.. يحمل المحبة للجميع، لا يفرّق بين جنسية وأخرى.. يبادر للخير ويبحث عن أبوابه.. ولذلك أغلب الأخطاء التي يقع فيها تأتي عفوية أو دون قصد مسبق!
أنا لا أبالغ أبداً.. تعالوا معي وتأملوا هذا الخبر:
قبل أيام نجحت شرطة منطقة الرياض في القبض على مجموعة من الأشخاص قاموا بتنظيم حملة وهمية شرق العاصمة الرياض؛ لجمع التبرعات للشعب السوري، تشمل البطانيات والمواد الغذائية وملابس الأطفال وغيرها، مستعينين بالرسائل النصية وتقنية الـواتس آب.. حيث حضروا للموقع بثلاث شاحنات!
يقول هؤلاء اللصوص - نقلاً عن صحيفة الرياض - إن طيبة المواطن السعودي وتعاطفه مع القضايا الإنسانية والعربية وخصوصا وضع الشعب السوري الشقيق ومحاولة مساعدتهم وتقديم العون والمساعدة لأطفال سورية هو ما جعلهم يتجهون لجمع التبرعات والتي ستعود عليهم بمبالغ كبيرة!
لعلكم تسألون: هل انطلت الحيلة على الشعب الطيب؟! - أقول لكم: نعم.. لقد امتلأت الشاحنات بالتبرعات بسرعة كبيرة.. وهو ما اضطر الشرطة لتحويل حمولتها للجمعيات الخيرية في منطقة الرياض!
المنتظر الآن من هؤلاء الأفاضل الذين يحثون الناس على التبرع لأشقائنا في سورية، أن يرشدوهم للطريقة السليمة، والمضمونة لوصول تبرعاتهم.. هذا الشعب طيب وكريم، وليس من المقبول استثارة عواطفه، وحماسته لعمل الخير، دون إرشاده للطريق والطريقة.