الدمام: خالد الجهاد

بائع: أفعلها منذ سنوات.. وآخر: لا مفتشين في 'الأعياد'

لا يمكن القول إن ما يحدث في أيام العيد الأولى كان أمرا مستغربا، ونعني به ما دأب عليه عدد من المحلات التجارية التي تديرها عمالة وافدة من رفع لأسعارها بشكل ارتجالي في العيد، دون أدنى اعتبار لتحذيرات الجهات الرقابية المشددة على ضرورة الالتزام بالأسعار المحددة في كل وقت، حيث بدا أن تلك العمالة تجيد التصرف وبحكمة إلى حين أن ينفض سامر العيد، لتعود إلى أسعارها القديمة دون أن تتعرض لأي أذى أو عقوبات، وبعد أن تكون قد استأثرت بدخل إَضافي حصلت عليه دون وجه حق من جيوب المواطنين، لكن الدنيا عيد كما يقول الباعة.
أرشد حسين، بائع آسيوي في العقد الثالث من عمره، يعمل في مغسلة ملابس، وإن شئت تستطيع القول إنه يدير تلك المغسلة، ولا تحظى مغسلته المتواضعة بكثير من الإقبال في الأيام العادية، حيث لا يساعد المنظر العام للمغسلة في جذب الزبائن كثيرا، ولكنه في كل عيد يجيد الاستفادة كما يجب، حيث يلجأ إلى فتح أبواب المغسلة في جميع أيام العيد، بعد أن تغلق بقية المغاسل أبوابها بعد ليلة صاخبة، وهنا تبدأ الحكاية، حيث تختفي فجأة الفواتير من المغسلة، ويتعامل بلا ورق مع الزبائن، لماذا؟، إنه بكل بساطة يرفع سعر غسل الثوب بشكل مستعجل من 5 ريالات إلى 10 ريالات، فيما يكلف غسل الشماغ 6 ريالات، ولا يوجد غسل سوى بنظام المستعجل كونها فرصته، ولكن كيف يفسر أرشد الأمر من وجهة نظره، يقول عن ذلك في حديث مقتضب مع الوطن: إنه عيد، الجميع سيجد صعوبة في الحصول على مغسلة الآن، ثم إنه فارق مالي بسيط، حتى أن البعض يشكرني أنني استقبلت غسيل ملابسه، صحيح أن البعض ينزعج ولكنهم في النهاية يرضخون، لست سيئا ولكن من أين سآتي بـ2400 ريال، التي فرضها مكتب العمل إذا لم أفعل ذلك، يجب أن تتحملوا أنتم تبعات ذلك.
وعندما سألناه عن الرقابة، تبسم مبينا أنه يعلم جيدا أن لا مفتشين في مثل هذه الأيام، هذا من جهة، إضافة إلى أن الزبائن في مجملهم سلبيون، إما أن يدفع أو يذهب بصمت، وأفعل ذلك من سنوات بلا مشاكل.
وما يفعله أرشد في مغسلة الملابس، هو عين ما يفعله بائع آخر، هو محمد إقبال، ويعمل في محل لتأجير السيارات، حيث تفاجأ راغبو تأجير السيارات، برفع سعر سيارات السيدان الصغيرة من 80 ريالا إلى 150 ريالا، دفعة واحدة في أول أيام العيد، في أمر لم يجدوا له مبررا سوى عبارة عيد مبارك صديق، ولكن السبب الحقيقي هو الجشع، بعد أن أغلقت غالبية محال التأجير أبوابها، ويبدو أن الجهة الرقابية تبعتها في ذلك، ويفسر إقبال ما يحدث قائلا: إنه موسم، والسوق عرض وطلب، والزبائن يدفعون، لأن الخيارات قليلة أمامهم، ولكننا نخفض الأسعار مباشرة بعد ذلك، يجب أن نفعل ذلك، لدينا التزامات كثيرة وتكاليف متزايدة منها 2400 ريال فرضت علينا من مكتب العمل، كما أنه ظرف استثنائي، عيد يا شيخ عيد يقولها ضاحكا.
وما يضحك إقبال، لا يبدو أنه يثير غضب بعض الزبائن مثل حسين مبارك، وهو شاب عشريني، جاء لاستئجار سيارة، فيقول عن ذلك بلغة بسيطة: لقد رفعوا الأسعار، لكني مضطر للإيجار أريد الذهاب للبحرين وليس لدي مركبة، ولكني سأعيد السيارة للمكتب وهي منتهية، إنهم يستحقون ذلك لجشعهم، وعندما سألهم عن قدرته على التخلي عن استئجار سيارة بسعر مرتفع، أجاب باختصار: لا أستطيع.
من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، في تصريح أدلى به في اليوم الأخير قبل العيد، أن الأمانة وبتوجيهات مباشرة من أمينها المهندس فهد الجبير، تعمل على مراقبة الأسواق بشكل عام، ومن ضمن مهامها متابعة أية زيادة في الأسعار خلال العيد، وعلى ذلك فإن الجميع مدعون للإبلاغ عن أية مخالفات مشابهة عبر الاتصال بالرقم 940، حيث سيكون الاتصال محل عناية من الأمانة.