يفرح المواطن بظهور اسمه في قائمة الممنوحين قروضاً عقارية لبناء مسكن العمر له ولأبنائه.. وتنهال عليه التبريكات والتهاني بقرب الخلاص من الإيجار، وانفكاك راتبه من الإيجار الشهري الذي لا يقل عن 1500 ريال شهرياً.. والحقيقة أن الأمر محزن وليس مفرحا.. لماذا..؟
إذا كان القرض العقاري سيريحك من الإيجار الشهري الـ1500 ريال، فإنه سيحمل راتبك قسطاً شهرياً يبلغ 1600 ريال على مدى 25 عاماً.. هذا من دون أن تحسب قيمة الأرض التي لن تقل قيمتها عن 150 ألف ريال إذا كنت قنوعاً وستبني بيتك على أرض واحدة، هذا من دون أن تحسب القروض الإضافية التي ستتحملها لإكمال منزلك؛ لأن مبلغ القرض العقاري البالغ 500 ألف ريال لم يعد كافياً لبناء منزل مساحته لا تتجاوز 500 متر فقط، خاصة أن تكلفة بناء المتر لا تقل عن 1200 ريال.. وهذا دون أن تحسب قيمة البناء بـالأجل، التي يضطرك إليها نظام الدفعات الذي يلزمك به صندوق التنمية العقاري، فهو يدفع لك بعد أن تنجز وليس قبل أن تنجز، بحيث يمنحك 10% من قيمة القرض كدفعة أولى لكي تنجز ما يحتاج إلى 35% من القرض..!
صندوق التنمية العقاري.. يظن أنه يقدم معروفاً لكل من يمنحه قرضاً بعد عشرات السنين من الانتظار، بينما هو يحشره في صندوق مع الديون والأقساط؛ لأنه لا يمنحك أرضاً ولا يقدم لك القرض كاملا، أو 50% منه لكي تباشر عمليات البناء.. رغم أن حقه مضمون ويبدأ باستقطاعه غصباً بعد 24 شهراً من أول دفعة حتى لو لم تنته أعمال الإنشاء..!
أحياناً أشعر أن إدارة الصندوق العقاري.. تعيش خارج النطاق العمراني؛ لذلك لا تعرف شيئاً عن معاناة المقترضين، وأحياناً أشعر أنها بلا إحساس؛ فلم تكلف نفسها عناء دراسة كلفة البناء، أو تغير الأسعار، أو الفرق بين الدفع نقداً والآجل أثناء البناء، واشتراطاتها التي عفا عليها الزمن وأصبحت مرهقة.. بينما الدولة أسست الصندوق لخدمة المواطن في شأن السكن..!
(بين قوسين)
يا فرحة ما تمت.. تتردد على لسان كل مواطن ذي دخل متوسط، بعدما وافق الصندوق العقاري على منحه قرضاً سكنيّاً..!