أجواء العيد تودع 'الزمن الجميل' تحت سطوة الحياة العصرية
فيما كان السعوديون سابقا يحتفلون بأيام العيد بافتراش المأكولات الشعبية بين الأزقة ووسط جنبات الطريق، خالف الكثير من أهالي مدينة الرياض ذلك الإرث القديم الذي نسوه تحت مسمى أيام الطيبين، واستبدل الجيل الجديد تلك العادات باستراحات فاخرة في المساء والاكتفاء بزيارة الأقارب نهارا، فضلا عن أن الفترة المسائية باتت هي العيد الرسمي لكثير من أهالي المدن، عوضا عما كان عليه الآباء والأجداد بعد صلاة العيد مباشرة.
ومن خلال جولة قامت بها الوطن في عدد من أحياء الرياض خلال أيام العيد، اتضح أن معظم المناطق أقصت الإرث القديم المتمثل في افتراش العيد على جنبات الطريق والمشاركة بالأكلات المعدة منزليا، وتبين أن غالبية المتمسكين ببعض العادات الماضية، أصبحوا يذهبون بمأكولاتهم إلى المساجد والجوامع لعرضها على سفرة طويلة بجانب أطباق شعبية يشارك فيها عدد من الجيران.
أحمد الدوسري الذي يقطن في أحد أحياء شرق الرياض، قال إن تلك العادت بدأت تندثر داخل المدينة، وتوقفت عند عدد من القرى والمحافظات التي ما زالت متمسكة بالموروث الماضي رغم التحضر الذي طالهم. وأضاف أن زيارات الأسر الكبيرة في الرياض أصبحت في الأوقات المسائية، معللا ذلك بأن كثيرا منهم لم ينم طيلة ليلة العيد متأقلما مع أيام شهر رمضان.
أما صالح المهدي الذي يسكن جنوب العاصمة رأى أن الشباب والفتيات من الجيل الجديد أرغموا آباءهم على إقصاء كثير من العادات الجميلة سابقا، مشيرا إلى أن السبب يتركز على الحياة التكنولوجية العصرية وأجهزة التواصل الحديثة، وأصبح الكثيرون منهم مع الأسف يتواصلون مع أرحامهم عبر الواتس أب أو تويتر.
وشدد في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على العادات الذي خلفها الأجداد، ولو البعض منها لجبر ما ترهل من علاقات أسرية وتلاحم ما انقطع بسبب الخلافات الدنيوية والمشاكل التي كانت تزول تماما في السابق بمجرد حضور العيد المبارك.