رغم تقديري لروادنا وقادة إعلامنا في الخليج العربي، وخاصة السعودية، التي تعد من أهم وأكبر الدول ذات القطاعات الصحفية القوية المتمكنة وبسقوف حرية لا تقل عن مصاف الدول التي نسميها متقدمة في مجال حرية التعبير والانفتاح على الطرح المسؤول، ومناقشة قضايا ومجالات تحلم بعض الدول بربع مساحة السقف المفتوح الذي نتمتع به، إلا أن الصحافة السعودية وبعض الفضائيات قادت حالة القتامة والتذمر نتيجة مكانتها المرموقة في سوق الإعلام العربي والخليجي خاصة، ولم ترتق في مواكبتها للقمة الخليجية في الكويت، بما يليق بمكانة وقيمة المجلس الخليجي وتطلعات القادة والشعوب.
وسط حطام عربي غير مسبوق، ومن يدمر الدول العربية اليوم ليس المستعمر الأجنبي بل أبناء الوطن الواحد تحت لافتات البحث عن الحرية والديموقراطية.. إلى آخر الهراء الذي ضخه الإعلام العربي والإعلام الغربي الناطق بالعربية وهو مسموم مشبوه صدقه البسطاء..
عاصفة قمة الكويت صنعها الإعلام السلبي بمحاولته التماهي مع الحملات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن ارتفع على سقفها المصطنع شابه الغراب الذي حاول تقليد مشي الحمامة، فتحول إلى مسخ، لم يتقدم إلى ما يرى أنه الأفضل ولم يحتفظ بخصائصه، وعلى الأقل نهض بدوره في نقل الصورة بدون محاولة توجيه الرأي العام والإسهام في بث ونشر وتفعيل حالة السخط.
بعد هدوء العاصفة، وإسدال الستار على مهرجان المزايدات، أنصح القراء الكرام بالبحث عن الحقيقة بدون تهويل واجتزاء. إن كانت صحافتنا الخليجية التي تتأرجح بين كاتب تثويري وتثبيطي، ومتجاهل بارد، في طرحه لم تقدم معلومة موحية بالأمل أو مانحة للطاقة الإيجابية، عليهم تجاوزها بالاطلاع على البيان الختامي للدورة 34 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قمة الكويت ديسمبر2013 ليحكموا بأنفسهم بعد الاطلاع على إنجازات المجلس، بعيدا عن أي توجيه من مغرد مسخ لاهم له سوى جعل جميع منجزاتنا ـ كمواطنين لنا أدوار في أي نجاح، كما أن لنا أدواراً في أي إخفاق ـ لا قيمة لها..!
الحط من كل ما هو قيم، بات على مرمى البصر من المتخصصين كمرتزقة، أو من يطعنون في بلداننا عبر حروب الوكالة والإنابة. البعض لديه استعداد لأن يسهم في الهدم، ولا نملك لحماية العقلاء سوى توجيههم لمصدر المعلومة ليحكموا بأنفسهم على ما قدمه المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. خمسون بنداً لم يناقش الإعلام بقطاعاته ربعها، واكتفي بتمرير رسائل سلبية، الرد عليها يعني أن.... للحديث بقية.