تُتداول هذه الأيام رسالة واتساب مثيرة للاهتمام، تحذر من قراءة رواية حوجن، التي صدرت حديثا للكاتب السعودي إبراهيم عباس.
تقول هذه الرسالة: إن أحد المشايخ الثقات قرأ رواية حوجن كاملة من الجلدة إلى الجلدة، أي أنه كفانا عناء القراءة، وقرر عنا ما يلي: أن الكتاب فيه دعوة مبطنة للسحر والشعوذة! ـ بالطبع لم يكتشفها إلا صاحبنا الثقة ـ وأن اللهجة المحلية قد دمجت باللغة الفصحى لتكون قريبة من المجتمع السعودي، وهذه إيجابية تُسجل للرواية وليس عليها!، ثم يكمل صاحبنا ببهتانٍ عظيم على مؤلف الرواية فيقول: إن التفاصيل التي يذكرها الكاتب لا يعرفها إلا شخص مختلط بالشياطين ومردتهم!، ولا أعرف كيف عرف صاحبنا الثقة ذلك إذا لم يكن واحدا من هؤلاء! أما أروع تحذير ضمن هذه الخزعبلات، فهي تقرير أن من يستمر في نداء شيطان ما باسمه؛ فإن هذا الشيطان يتلبسه! وهنا لا تعليق لدي.
أيها الأصدقاء: رواية حوجن مجرد رواية خيالية لعلاقة حب بين الفتاة الإنسية سوسن والجني حوجن المسالم، بعد انتقال عائلتها إلى منزل يسكنه حوجن ووالدته وجده، والرواية تناقش موضوع الحب الأزلي بأسلوب مختلف ومعالجة مشوّقة.
للأسف، تعرضت الرواية ومؤلفها الشاب لموجة هجوم غير مبرر، من قبل كثيرين لم يحاولوا قراءة الرواية، فقط للتأكد من صحة هذه الادعاءات، غير أن الرد المقنع على مثل هؤلاء جاء مؤخرا من الشيخ عبدالله التميمي رئيس شعبة مكافحة السحر والشعوذة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الدمام، الذي أكد في بيان إعلامي عدم صحة هذه الادعاءات، وأن الرواية لا تعلّم السحر، بل إنها تحذر منه!
عزيزي: لا تؤجر عقلك للآخرين، ودع الحكم لك أنت وحدك، فأنت من يحدد ماذا تقرأ وليس غيرك.