كأول، وأولى، الجامعات السعودية الناشئة، ستحتفل جامعة جازان في نهاية العام الحالي بتخريج أول دفعة من طالبات كلية الطب. ستدفع لسوق العمل وللحياة، والوطن، كأول غيث الجامعات الجديدة، باثنتين وخمسين طبيبة إلى سوق ومجتمع ظامىء جائع، وعطشان إلى مثل هذه الفكرة التنموية المذهلة المدهشة. وأنا اليوم مجرد ناقل لأفكار اتصالهن (الجماعي) لي بالأمس وهن يتحدثن عن الوطن والأمل والمستقبل والأهداف والطموح.
تقول إحداهن بالأمس بصوت عال مرتفع: نحن بنات (أبو متعب)، ولولا قرار هذا القائد العظيم في زيارته التاريخية إلينا لكنا في الطابور المخيف: مدرسات لغة عربية أو خريجات أقسام الجغرافيا وعلم النفس. اكتشفت من خلال حديثهن بالأمس أن هذه الجامعة الناشئة الوليدة، وهي تحتفل بهذا العدد (الابتدائي) من الطبيبات؛ قد أرسلتهن في برامج طبية تدريبية إلى فرجينيا وجورجيا وإلى السويد وفنلندا وحتى إلى (جون هوبكنز) ذروة قياس التعليم الطبي في الكون بأكمله. خرجت من حديثهن الجماعي القصير إلى الحقيقة في أن التنمية هي الأفكار، وذروة الأفكار هي تلك التي تستهدف الإنسان. وبالحساب فإن دخول 52 طبيبة سعودية إلى سوق ناءٍ ثانوي مثل جازان يعني علاج 200 مريض مستقبلي في اليوم الواحد.
وأنا اليوم لن أشكر (جوهرة) الجامعات السعودية، ولا (درة الجامعات) السعودية، كما شاع الاسم، بل أنقل مطلب (بناتي) من طبيبات المستقبل. هؤلاء (هن) بنات (أبو متعب)، ولهن رغبة جامحة في أن يحتفلن بهذا الإنجاز التاريخي في حفلة استثنائية مع الأخت الكبرى التي حضرت ذات زمن بعيد (يومهن) الأول مع هذا التحدي قبل سنوات ست. مع ابنة أبو متعب الغالية العالية الأميرة (عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز) التي كانت معهن في اليوم الدراسي الأول وما زلن يحتفظن في الذكرى بـ(عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز) طالبة على مقعد الدراسة معهن في نفس القاعة والمعمل في اليوم الأول ليوم كامل يحمل ذكريات غالية.
ونحن اليوم نكتب لنشكر وطنا مكتملا زف الفرحة ودفع بقصة النجاح إلى 52 عائلة على المتر الأخير من تراب هذا الوطن... وهنا نتحدث بكل الامتياز عن أفكار مثيرة من التنمية.