الإعاقة الجسدية ليست مشكلة كبيرة.. كثير من المعاقين - أو كما يطلق عليهم في السعودية ذوي الاحتياجات الخاصة - برعوا في مجالات ومواهب متعددة.. المشكلة فقط حينما تترافق الإعاقة الجسدية مع الإعاقة الذهنية!
قبل أيام تناقلت وكالات الأنباء العالمية على نطاق واسع الاحتجاجات الواسعة التي عبّر عنها الصُم في العالم.. بسبب مترجم مزيّف للغة الصم، تمت الاستعانة به للترجمة على منصة حفل تأبين نيلسون مانديلا، على مرأى من قادة من مختلف أنحاء العالم، مؤكدة أنهم مثلنا قد انطلت عليهم حيلة المترجم المزيف.. لكنها - وهنا حجر الزاوية - لم تنطلِ على مجتمع الصم العالمي الذي أثارته هذه الحركة اللا أخلاقية ضدهم وضد حاجاتهم.. الأمر تجاوز السيطرة، وذهب كثيرون إلى أن ما حدث يعد خرقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق المعاقين.. ولك أن تتخيل أنك تتابع فيلماً فرنسياً مترجماً وتفاجأ بوجود شريط أسفل الشاشة يقول لك نعتذر لك الترجمة التي ستقرأها غير صحيحة! - ما هي ردة فعلك!
تعجبني جداً الحركة الحقوقية التي يقوم بها كثير من المعاقين في العالم على اختلاف إعاقاتهم.. ولا يعني هذا أنني أقلل من هذه الشريحة المهمة في الداخل.. فأنا لا أعرف ظروفهم بشكل جيد.. قبل أيام احتفلت جمعيات المعاقين في بلادنا باليوم العالمي للإعاقة تحت شعار جميل عنوانه مجتمع شامل للجميع.. على هامش ما تم نشره من أخبار خجولة حيال هذه الاحتفالية العالمية، تلقيت رسالة من صديق عزيز يقدم خلالها اقتراحاً لمن يهمه أمر هذه الفئة الغالية.. يقول لي في الوسط الرياضي هناك مطبوعات خاصة بالرياضة.. وهناك نسخ إلكترونية كذلك، على الرغم من وجود أقسام رياضية خاصة في الصحف الأخرى.. فما الذي يمنع استنساخ ذلك في وسط ذوي الاحتياجات الخاصة، بمعنى: إنشاء صحيفة يومية مستقلة تعنى بمئات الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة!
آخر الإحصائيات التي قرأت عنها تعود إلى عام 1994 تكشف عن وجود 3.73% من سكان المملكة يعانون من أحد أنواع الإعاقة.. معلومة أخرى تؤكد وجود 730 ألف معاق مسجلين بشكل رسمي في بلادنا.. ألا يستحقون صحيفة خاصة بهم!