تنظيرياً يعد مجتمعنا من أكثر مجتمعات الدنيا محافظة، أما على أرض الواقع فنسبة الجريمة الأخلاقية في تزايد..
إحصاءات قديمة للأمن السعودي كشفت أن عام 2006 – على سبيل المثال – شهد حدوث 88609 جرائم، منها 11680 جريمة أخلاقية، حيث ارتفعت الجرائم الأخلاقية بمعدل 945 حالة عنها في عام 2005.
الغريب، أن هذا المجتمع كان الأقل في نسبة الجريمة على مستوى العالم، بحسب دراسة نشرتها الأمم المتحدة عام 75.. بل كانت نسبة الجريمة في المملكة عام 78 أقل من دولة الكويت، بحجمها وعدد سكانها الصغير، إذ تشير دراسات إلى أن نسبتها كانت 0.696 لكل ألف حالة، بينما كانت في الكويت 2.160.
حتماً هناك من يبحث في هذه الأرقام وغيرها، ويدرس العوامل التي تسببت في ارتفاعها.. إلا أن العامل الثقافي يقف على رأس القائمة.
الجميع يدرك أن هذا المجتمع كان يحظى بالكثير من القيم التي تنتج وتضبط سلوك أفراده، ويعلم أن الثقافة هي مصدر القيم التي تحدد الحسن من السيئ والخير من الشر.
وبما أن الثقافة عملية مكتسبة ومتغيرة بحسب مصادرها، فإن أكبر مصدر يتلقى منه المجتمع ثقافته حالياً هي وسائل الإعلام وخصوصاً القنوات الفضائية.
القنوات الفضائية – ومنها المحسوبة علينا – ما زالت تقدم الكثير من السلوكيات المصادمة لقيمنا وثقافتنا، وتحاول فرض الثقافة الغربية عبر المسلسلات والأفلام والبرامج.. وعلماء الاجتماع يؤكدون على أن الصراع الثقافي بين ما تبثه وسائل الإعلام وبين قيم المجتمع يؤدي إلى تزايد ارتكاب الجرائم.
الفضائيات -الباحثة عن الربح- أضعفت وسائل الضبط الاجتماعي.. حتى الدين الذي يعتبر المؤثر الأول على سلوك الإنسان، أصبح لا يشكل قيمة عند البعض.
النقاش حول ما تبثه القنوات الفضائية كثير إلى حد الإزعاج، إ? أنه لم يسفر عن أي قرارات تضبط محتواها.
أخيراً.. الأمل كبير في هيئة الإعلام المرئي والمسموع التي حملت وزر المجتمع، بعد أن كلفت بتنظيم المحتوى الإعلامي، واقتراح التشريعات والأنظمة، وحماية المجتمع من تفشي الجرائم الأخلاقية.