أبها: محمد نور

لم يشفع تأجيل عرض مسلسل ميراث الريح العام الماضي ليعرض على الشاشة خلال شهر رمضان الجاري، في إنقاذه من زحمة رمضان الموسمية، وجاء عرض المسلسل حصريا على قنوات دريم ليوجه لكمة أخرى لعمل جيد ربما يجد فرصة مشاهدة أفضل حال عرضه خلال أشهر الخريف.
وتدور قصة العمل حول الفتاة الفقيرة رحمة - سمية الخشاب - التي تتزوج من رجل أعمال ثري يكبرها سناًّ، وتعيش معه في حياة رغدة، إلى أن يحجر أبناؤه عليه، فلا ترث شيئا، وتنطلق رحمة لتواصل حياتها مرة أخرى بالزواج من إبراهيم، الذي فقد هو الآخر زوجته، ويبحث عن حياة جديدة على طريقة الطيور على أشكالها تقع.
والمسلسل من بطولة محمود حميدة، وسمية الخشاب، وعفاف شعيب، ومن إخراج يوسف شرف الدين، وقصة مصطفى محرم، وسيناريو وحوار محمود حميدة.
واللافت في ميراث الريح أنه يشهد عودة سمية الخشاب للدراما التلفزيونية بعد أن خرجت من الماراثون الرمضاني العام الماضي، كما يعد بمثابة عودة بعد غياب طويل للفنان محمود حميدة، وهو الذي ابتعد عن الدراما التلفزيونية منذ أن شارك في الوسية، للراحل الكبير إسماعيل عبدالحافظ منذ نحو 25 عاما.
تاه ميراث الريح هذا العام – شأنه شأن مسلسلات أخرى مميزة - وسط زحام أكثر من 50 عملا فنيا تعرض جميعها على مائدة شهر رمضان، ولم تحقق صدى عند المشاهد، رغم مشاركة أسماء نجوم كبار، ورصد ميزانيات إنتاجية ضخمة، وحضور نصوص جيدة.
النجم محمود حميدة – كالعادة - متألق في الدور، ويضيف للمسلسل أكثر مما يمنحه العمل، ووجوده ركيزة أساسية لنجاح العمل رغم عدم تسويقه بالقدر الكافي.
سمية الخشاب هي الأخرى ما زالت ومن خلال العمل تواصل نجاحاتها التلفزيونية عقب تألقها في مسلسلات عائلة الحاج متولي، وريا وسكينة، وحدائق الشيطان، وأخيرا وادي الملوك في رمضان قبل الماضي.
وما فات سمية من نجاح في ميراث الريح - لعدم تسويقه فضائيا -، حققت كثيرا منه في تجربتها في تقديم البرامج هذا العام؛ حيث قدمت برنامجها الجديد سمية والستات، الذي يعرض على قناة القاهرة والناس خلال شهر رمضان، ويناقش موضوعات متنوعة في شتى المجالات، خاصة تلك المتعلقة بالمرأة مثل الموضة، والتجميل، والمطبخ.
أما عفاف شعيب، ورغم صغر مساحة دورها في المسلسل، فهي حاضرة وأداؤها خارج التقييم، وتذكرنا بأدوارها الرائعة في السينما والتلفزيون.
بقراءة سريعة لـميراث الريح، نجد أن المؤلف قد استوحى أجواء القصة من الطمع الذي يسري في نفوس الكثيرين، ولكنه وظفها بما يتلاءم مع طبيعة العمل الدرامي، حيث يبدو تداخل الخاص والعام بصرياً وسردياً متماشيا، وقد وظفه السيناريو بشكل أكبر مما هو في القصة، وساعد المخرج وجود أسماء كبيرة صنعت من قصة قديمة أحداثا جديدة تنبض بالإنسانية، وتظهر نوافذ أكبر من التناحر على المال، في حبكة درامية تحتاج فرصة أكبر ليشاهدها الجمهور، ويحكم عليها النقاد.