انتشرت بشكل غير مسبوق خلال شهر رمضان الحالي، برامج المقالب أو ما يعرف باسم برامج الكاميرا الخفية، لدرجة أن بعض الفضائيات لجأت لعرض أكثر من برنامج من هذه النوعية على شاشاتها، ورغم تنوع أفكارها، واستغلال بعضها للأحداث التي تعيشها مصر حالياً، إلا أنها واجهت هذا العام موجة من الهجوم الحاد، ليس من قبل النقاد فقط، بل وصل الأمر إلى اتهام الجمهور لتلك النوعية من البرامج والقائمين عليها بأنها وصلت إلى حد الإسفاف والابتزاز.
وقال نقاد في حديثهم لـ الوطن، إن غالبية تلك البرامج باتت تعد بالاتفاق مع الفنانين والفنانات، ممن يحلون ضيوفاً في مقابل أجر مادي كبير، واصفين الأمر على أنه مجرد تمثيلية مصغرة، ويتم الاتفاق مع الفنانين في النهاية على أن يحافظ صناع هذه البرامج على صورة ضيوفهم من الفنانين أمام جمهورهم، وفي المقابل دافع البعض ممن يقدمون تلك البرامج عن أنفسهم، مؤكدين أنها تقدم بغرض الترفيه، وانتزاع الضحكة من الجمهور الذي سيطرت عليه السياسية مؤخراً. وشن عدد كبير من الجمهور والمثقفين خلال الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، هجوماً ضارياً على تلك البرامج، واستأثر الفنان رامز جلال مقدم برنامج رامز عنخ آمون، بالنصيب الأكبر من هذا الهجوم، متهمين إياه بالاستمرار في استفزازه واستخفافه بعقول المشاهدين، ودشن بعض النشطاء حملة لمقاطعة تلك النوعية من البرامج باعتبارها تسيء إلى الشعب المصري وفنانيه.
وتعج الفضائيات المصرية هذا العام بالعديد من هذه البرامج، أبرزها برنامج رامز عنخ آمون ويقدمه رامز جلال، ومن غير زعل ويقدمه سعد الصغير، وريهام سعيد، وفي الهوا سوا ويقدمه إدوارد، والساحر، وفلفل شطة ويقدمهما وجوه شابة غير معروفة، وهناك من حاول استغلال الأحداث السياسية الجارية بتوظيفها في تلك البرامج، ومنها يا ثورة ما تمت، ودوس بنزين، ومكنش يومك. من جهتها قالت الناقدة الفنية نهى حماد، إن تلك النوعية من البرامج خرجت عن السياق، وتمادت في استفزاز المشاهد، والاستخفاف بالعقول، وباتت عنواناً للسخافة، مشيرة إلى أن لديها معلومات أكيدة من قبل بعض من المقربين من تلك البرامج، بأنها مجرد تمثيلية مصغرة يتم فيها الاتفاق بين مقدم البرنامج والفنان أو الفنانة على تفاصيل الحلقة، بشرط أن لا تكون الحلقة سبباً في تراجع صورة الفنان أمام جمهوره.
واعتبرت أن هذا الأمر استهزاء بالمشاهد، ويخرج عن سياق الشرف الإعلامي، فالإعلام من المفترض أن يحمل فكرة هادفة، تفيد الجمهور.
من جهتها اعتبرت الخبيرة الإعلامية عزة هيكل، أن انتشار تلك البرامج على هذا النحو على الفضائيات، إفلاس فني وفكري، ومحاولة لحشو عدد الساعات على الفضائيات ببرامج حتى لو كانت بلا هدف. فيما أكدت أستاذة التمثيل بمعهد السينما مرة جبريل، أن المنافسة بين الفضائيات جعلت الجميع يفكر في إنتاج هذه النوعية من البرامج، وعرضها فى شهر رمضان، إلا أن أغلبها اعتمد على أفكار غير جذابة، ولذلك ملّ منها الجمهور مع بداية عرض الحلقات الأولى، كما أن ردود أفعال بعض الفنانين في تلك البرامج مبالغ فيها للغاية، ودليل قاطع على أن هناك اتفاق مسبق.
أما الفنان حسين الإمام، الذي يحرص على تقديم مثل هذه البرامج كل عام خلال شهر رمضان، ويقدم هذا العام برنامج البيجامة، دافع عن نفسه قائلاً: كل البرامج التي قدمتها من قبل لا يتم فيها الاتفاق بيني وبين الضيف، حيث يأتي الموقف في الحلقة تلقائياً، وبسيطاًَ، ومضحكاً، وبعيداً عن أي اصطناع، لأني أتعمد في برامجي عدم إهانة الفنان، مثلما يحدث في معظم برامج الكاميرا الخفية حالياً.