أشكر من الأعماق للصديق العزيز، جميل الذيابي، رأس صحيفة الحياة، وقفته الجادة الصارمة من أجل أن يخرج من التوقيف مراسلا ثانويا لصحيفته في منطقة جازان. أشكر أيضا سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز لأنه أيضا كان صاحب قرار سريع مثلما كان في قمة التفاعل مع مطلب العزيز جميل الذيابي بإطلاق سراح المراسل ومن المفارقة المضحكة أن قصة مراسل صحيفة الحياة في جازان قد ابتدأت وانتصفت ومن ثم انتهت دون أن يصل عشر خبر إلى هيئة الصحفيين الموقرة. الصحفيون لم يطالبوا بإنشاء هذه الهيئة كي تكون بنكا أو مكتب ضمان اجتماعي أو حتى بضعة موظفين بجوار أجهزة السنترال.
في الحروف الأولى من مطالبهم بإنشاء هذه الهيئة كتب مئات الصحفيين المنضمين إليها مطلبهم الأول أن تكون الهيئة مظلة ضامنة لحقوق الصحفيين، في الميدان بالتحديد، من التعسف وبطش الإجراءات الإدارية، في بيئة يغلب عليها سوء النظرة ورمادية الشك في مهنة الصحفي.
نامت هيئة الصحفيين حين كان جميل الذيابي مستيقظا لأربع وعشرين ساعة متصلة. أشكره من الأعماق لأنه جعل من قصة مراسله الصحفي (مانشيتا) أساسيا على صدر الصحيفة ليومين متتاليين، لأننا بمثل هذا الاهتمام إنما نحمي حتى كبار مجلس هيئة الصحفيين، بمثل ما نحمي حقوق أصغر عامل في ميدان مهنة المتاعب التي تتحول أحيانا إلى سجن فكري أو مادي لمجرد الاجتهاد في نقل الحقيقة.
شكرا جميل الذيابي لأنك بهذا تخلق بيئة عمل يشعر فيها المنتسب بالثقة والاطمئنان، ويشعر أن بيده حبلا فولاذيا وهو يقطع هذه البحيرة.